أطلقت وزارة الصحة السورية مشروع 'التبني الدموي' لمرضى التلاسيميا في سوريا، بحيث يكون لكل طفل خمسة متبرعين من زمرة الدم نفسها، يتكفلون بتأمين الدم للطفل بشكل دوري، طيلة حياته.

وأوضح رئيس دائرة الأمراض المزمنة في مديرية الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة، ياسر مخللاتي، لعنب بلدي، أن الهدف من مشروع 'التبني الدموي' هو تأمين الدم بشكل دائم لأطفال التلاسيميا، للتخفيف من العبء على أهالي المرضى، الذين يبحثون عن متبرعين مع كل عملية نقل دم.

كما يهدف مشروع 'التبني الدموي' إلى التخفيف من حوادث التحسس عند الأطفال، الناجمة عن مستضدات نقل الدم ورفض الجسم لها، بسبب المصادر المختلفة للدم، لذلك يتم تحديد مصادر معروفة تنقل الدم بشكل دوري للطفل، ما يسهم بحماية الأطفال من خطر التحسس ويضمن لهم نموًا سليمًا لهم، وفقًا لمخللاتي.

وقال مخللاتي، إن المشروع لاقى دعمًا من وزارة الصحة وأهالي المرضى، وتم إطلاق المشروع في اليوم العالمي للتلاسيميا في 8 من أيار العام الحالي، مضيفًا أن تجربة المشروع ستبدأ من دمشق لأن عدد المرضى أكبر.

ويستهدف المشروع مرضى التلاسيميا من الأطفال، لأنهم يحتاجون كمية أقل من الدم (12 كيس دم سنويًا)، أي خمسة متبرعين، أما الكبار فسيتم تأمين عشرة متبرعين لهم في المستقبل، في حال لاقى المشروع نجاحًا على مستوى سوريا، بحسب مخللاتي.

يعاني مركز التلاسيميا في دمشق نقصًا حادًا في المستلزمات الطبية كالأدوية ومضخات الدم، وخاصة بعدما ألغت وزارة الصحة السورية في حكومة تصريف الأعمال السابقة شرط التبرع بالدم لاستكمال الوثائق الحكومية، والذي كان يعد مصدرًا رئيسًا لسد حاجات المركز من الدم بشكل يومي.

ورفعت رئاسة مركز التلاسيميا عدة طلبات لمديرية الصحة في 24 من كانون الأول 2024، اطلعت عليها عنب بلدي، منها تزويد المركز بكادر صحي ومستلزمات طبية نظرًا للنقص الحاد في الكادر ومواد المخبر، إضافة إلى إعادة النظر في آلية صرف الدم للمرضى والاستغناء عن إيصالات التبرعات أي يُصرف الدم حسب حاجة المريض دون للجوء للمتبرعين.

وفي وقت سابق، قال رئيس المركز، الدكتور حسن ظاهر، لعنب بلدي، إن المركز زُود بـ75 مضخة دم من أصل 200 مضخة مطلوبة، ونظرًا لقلة عددها سُلمت المضخات للحالات الحرجة.

المركز طالب بزيادة عدد ساعات وصل الكهرباء في المركز في أثناء نقل الدم، وجرى تزويده بساعتين من الكهرباء يوميًا، وفقًا لرئيس المركز.

يعمل في المركز خمسة ممرضين، منهم ثلاثة مسؤولون عن تركيب القسطرة لحالات نقل الدم المتكرر لمن يعانون من تصلب في الأوردة.

ويقدم مركز التلاسيميا في منطقة الزاهرة الجديدة في دمشق خدمات لـ1233 مريض تلاسيميا، و610 مرضى تلاسيميا منجلي، و504 مرضى فقر الدم المنجلي، إضافة إلى تقديم خدمات تحاليل ومتابعة علاج وخدمات نقل دم لـ84 مريضًا غير مصنف.

كما يحتوي على 45 سريرًا، وحوالي 60 كرسيًا لنقل الدم، ومختبر شبه معطل بسبب نقص الأجهزة ومواد التحليل.

وكانت وزارة الصحة السورية في حكومة تصريف الأعمال قررت إلغاء وثيقة التبرع بالدم كشرط لاستكمال المعاملات الحكومية، كالحصول على رخصة القيادة ومصدقة التخرج، والكثير من المعاملات التي تحتاج إلى وثيقة التبرع بالدم.

نقص الدم والأدوية يهددان مركز تلاسيميا دمشق