يدعو الرئيس التركي رجب طيب اردوغان نظيره السوري لزيارة أنقرة، يستحضر الذكريات العائلية التي جمعته وأسرته مع الرئيس الأسد وعائلته ثم يطلق أمنياته بالرغبة في لقاء قريب يجمعه وإياه في أنقرة رفقة الرئيس الروسي .

سيناريو كان تصوره مستحيلاً في يوم من الأيام قبل أن تتسارع فصوله على نحو كبير، فما الذي تبدل حتى يغير أردوغان سياسته، وهو الذي قال يوماً بأنه سيصلي في الجامع الأموي بعد الإنتصار المأمول لمن دعمهم في سورية، سؤال يجيب عليه لإذاعتنا المحلل السياسي الدكتور أسامة دنورة، الذي لفت الى ان من اهم الاسباب وجود اللاجئين الذين تحولوا الى عبء دائم بما فيه من ابعاد اقتصادية واجتماعية، وانسداد الافق السياسي لاسقاط الدولة السورية الذي كان مدعوم تركيا فضلا عن الوجود العسكري التركي الذي اصبح بلا افق، ورفض النزاعات الانفصالية في الشمال الشرقي السوري الذي هو على تواصل لصيق مع الجنوب الشرقي التركي.

خطوة الرئيس التركي نحو دمشق لم تكن بعيدة عن تغير المقاربة الإقليمية والدولية نحو سورية كما يؤكد دنورة، موضحا انه على المستوى العربي كانت عودة سوريا الى الجامعة العربية قويا والعودة الى العلاقات الثنائية والحراك الديبلوماسي الغربي منها زيارة وزير الخارجية التشيكي الى دمشق وما تم الحديث عنه من مشاورات على المستوى الاستخباري ما بين بعض الاجهزة الغربية والسورية كل هذا مؤشر على ان الوضع يتغير لغير مصلحة الاتجاه التقليدي المتمثل بنزع الشرعية عن الحكومة السورية .

وفيما تبدي دمشق مرونة على محاولة أنقرة التقرب منها وتنفتح على الوساطات الإيرانية والروسية والعراقية في هذا السياق، إلا أن الحذر يبقى سيد الموقف مع جار طالما مال مع تقلبات المصلحة ودوره في سورية التي نالت على يدي من دعمهم من الإرهابيين الكثير لا يخفى على أحد

وإذا كانت المصالح المشتركة غالباً ما تتفوق على الجراح فإن سيرة الرئيس أردوغان غير المحمودة في سورية لن تنسى بين ليلة وضحاها.