قال رجل الأعمال السوري، وليد الزعبي، وهو رئيس مجموعة 'تايجر' التي تتخذ من الإمارات العربية مقرًا لها، إنه يقوم بتطوير فكرة بناء برج 'ترامب' في دمشق بتكلفة قد تصل إلى 200 مليون دولار أمريكي.

يتوجه الزعبي إلى دمشق هذا الأسبوع لتقديم طلب رسمي للحصول على تصاريح بناء للمبنى الشاهق، دون أن يجري تحديد موقعه بعد، بحسب ما نقلت صحيفة 'الجارديان' اليوم، الخميس 22 من أيار.

أوضح رجل الأعمال أن البحث عن بناء البرج جاري في عدة مواقع، مضيفًا أنه قد يكون على ارتفاع 45 طابقًا قابلة للزيادة أو النقصان حسب التخطيط، كما أن تكلفة البناء التجاري ستتراوح بين 100 و200 مليون دولار أمريكي.

سيستغرق بناء البرج نحو ثلاث سنوات بمجرد حصول الزعبي على الموافقات القانونية من الحكومة السورية والحقوق من منظمة ترامب التجارية.

بعد حصوله على تصريح البناء من الحكومة، سيحتاج الزعبي إلى الحصول على حقوق الامتياز من علامة ترامب التجارية.

لا تتضمن الصور التي تمت مشاركتها مع صحيفة 'الجارديان' لنموذج المبنى شعار ترامب، حيث لا يزال يتم البحث عن إذن الامتياز.

وفق ما ذكر التقرير، اقترح وليد الزعبي بناء البرج في محاولة لجذب الرئيس الأمريكي في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة السورية الجديدة إلى رفع العقوبات الأمريكية وتطبيع العلاقات مع واشنطن، جاء ذلك جنبًا إلى جنب مع عرض لتزويد الولايات المتحدة بإمكانية الوصول إلى النفط السوري وفرص الاستثمار، بالإضافة إلى ضمانات لأمن إسرائيل.

وليد الزعبي قال 'هذا المشروع هو رسالتنا، إن هذا البلد، الذي عانى وأرهق شعبه لسنوات عديدة، وخاصة خلال الحرب في الـ 15 سنة الماضية، يستحق أن يخطو خطوة نحو السلام'.

ولدت فكرة برج ترامب في دمشق في كانون الأول 2024، بعد أن طرح عضو الكونجرس الجمهوري الأمريكي، جو ويلسون، الفكرة في خطاب ألقاه أمام الكونغرس.

'كانت الفكرة الرئيسية هي جذب انتباه الرئيس ترامب'، بحسب ما قال الكاتب والباحث السوري، رضوان زيادة، الذي أوضح أنه اقترب من الزعبي بفكرة بناء برج ترامب، وبدأ الاثنان في العمل على المشروع.

كان هذا النهج جزءًا من هجوم سحري متعدد الجوانب يهدف إلى وضع سوريا على جدول أعمال ترامب، ولم يدل الرئيس بتعليقات تذكر حول سوريا عند توليه منصبه وبدا الطريق إلى رفع العقوبات، الذي تديره وزارة الخارجية، طويلًا.

مع استمرار الدبلوماسية، بدا 'برج ترامب' وسيلة لجذب أذواق ترامب غير التقليدية، وعدم وضوح الخط الفاصل بين إمبراطورية عائلته التجارية ومنصبه السياسي، لا سيما في الشرق الأوسط، حيث منحته قطر طائرة فاخرة.

قال رضوان زيادة أنه في أوائل نيسان الماضي أخذ نموذجًا أوليًا للبرج وقدمه إلى وزير الخارجية، أسعد الشيباني، الذي كان 'متحمسًا جدًا لذلك'، كما أعطاها للسفير السعودي في دمشق على أمل أن تصل إلى فريق ترامب عبر زيارته الأخيرة إلى الرياض.

وعلق زيادة 'هذه هي الطريقة التي تكسب بها عقله وقلبه'.

قبل تسلمه منصب الرئيس الانتقالي لسوريا التقى أحمد الشرع مجموعة من رجال الأعمال السوريين بعد أيام قليلة على سقوط الأسد في 8 من كانون الأول 2024، كان وليد الزعبي من بينهم.

الزعبي رجل أعمال سوري بارز و معارض لنظام الأسد المخلوع، انتزع الأخير أملاكه في سوريا عام 2012، وأبرزها جامعة 'اليرموك' التي أسسها عام 2005، واستعادها بعد سقوط النظام.