اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٥ تموز ٢٠٢٥
أشار شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدّروز سامي أبي المنى، إلى أنّ «مع انكشاف الواقع الحقيقي في السويداء يومًا بعد يوم، على كمّ كبير من الخسائر في الأرواح والممتلكات، والحاجة الملحّة إلى مستلزمات الحياة، في مشهد مأساوي غير مألوف، ومع رجائنا أن تستعيد الدّولة السّوريّة هيبتها ومعالجة الواقع بحكمة وعدالة، كان لا بدّ لنا إزاء الواقع من إدانة الاعتداء الآثم على السّويداء، كما لا بدّ من الوقوف إلى جانب أهلنا وكل من اعتُدي عليه من أبناء السّويداء».
ولفت في مؤتمر صحافي، إلى «أنّنا لن ندخل في السّياسة اليوم، إفساحًا في المجال لمساعي التّهدئة في السّويداء أن تتكثّف، ونحن نقوم بجزء منها»، مطالبًا «الدّول الرّاعية للثّورة السّوريّة ونتائجها، وفي مقدّمتها الدّول العربيّة الشّقيقة، بأن ترعى وتحتضن مسيرة بناء الدّولة». وركّز على أنّ «بالتّوازي مع المساعي الحثيثة لاحتواء المشهد الحربي ومعالجة الأمور السّياسيّة، نرى أنفسنا معنيّين بتحمّل المسؤوليّة الإنسانيّة، على الأقل بالوقوف إلى جانب أهلنا في السّويداء في محنتهم».
وأعلن أبي المنى «أنّنا باسم مشيخة العقل نطلق حملةً إنسانيّةً واسعة ونداءً عاجلًا لنصرة السّويداء المكنوبة وبلسمة جراح أهلها، بالعمل الدؤوب لإنقاذ ومعالجة المصابين وإعادة المخطوفين اليوم قبل الغد، وحفظ سلامة الطلّاب الدّروز، وتأمين حاجيّات العائلات الّتي هُدّمت بيوتها أو حُرقت أو فَقدت معيلها، وإعادة إعمار ما تهدّم من منازل ومؤسّسات»، متوجّهًا بالشّكر إلى «كل المنظّمات المحليّة والدّوليّة الّتي بدأت بتقديم المساعدات».
وأوضح أنّ «النّداء له شقّان: شقّ للموحّدين الدّروز في لبنان والعالم، ليشاركوا في حملة التبرّع للصّندوق الخيري في دار الطّائفة في بيروت. والشّق الثّاني موجَّه إلى الدّول العربيّة والصّديقة والدّولة السّوريّة، لفكّ الحصار عن السّويداء وفتح الممرّات الإنسانيّة وتأمين مسلتزمات الحياة ومعالجة المصابين وإعادة الإعمار والتعويض عمّا نُهب وسرق، كما ندعو إلى تحقيق دقيق وشفّاف حول ما ارتُكب من مجازر ومحاسبة المسؤولين عنها».
كما شدّد على أنّ «الموحّدين الدّروز هم دعاة سلام لا خصام، ولطالما كانوا سيف العروبة والإسلام ضدّ المخطّطات الصّهيونيّة التفتيتيّة»، مؤكّدًا «أنّنا لن نسمح بالفتنة الدّرزيّة- السّنيّة في السّويداء وبامتدادها، ونسعى إلى المصالحة ومن هنا تواصُلنا الدّائم مع مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّيخ عبد اللطيف دريان».
من جهة ثانية زار وفد من حزب الكتائب اللبنانية برئاسة النائب سليم الصايغ، شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، في مقر مشيخة العقل في فردان، متضامنًا بعد الأحداث المؤسفة التي طاولت أبناء الطائفة في السويداء، وناقلاً تعازي رئيس الحزب النائب سامي الجميّل بالضحايا.
وبعد اللقاء قال النائب الصايغ: «جئنا باسم حزب الكتائب اللبنانية، وباسم رئيسه للتعبير عن تضامننا مع سماحة شيخ العقل الشيخ سامي أبو المنى، الذي تربطنا به علاقة صداقة طويلة، ولنقف إلى جانبه ونستلهم من إرشاداته الوطنية، لما يجمعنا من حرص مشترك على لبنان، وعلى ضرورة صون الكيان اللبناني الذي يحمي جميع أبنائه».
واضاف: «كما نقلنا لسماحة الشيخ تعازينا الحارّة بأبناء الطائفة الدرزية الكريمة الذين سقطوا في السويداء، وهم جزء من هذا الشرق المظلوم. ونتمنى على الدولة السورية أن تتحمّل مسؤولياتها كاملة، وتحافظ على وحدتها، باحترام جميع مكوّناتها، لأنّ تفتيت الدول لا يخدم أحدًا، وهو أمر نرفضه في حزب الكتائب رفضًا قاطعًا، ووجدنا اليوم هذا الرفض مشتركًا لدى سماحة الشيخ أبو المنى».