أطلقت كلية طب الأسنان، في جامعة القديس يوسف في بيروت، أعمال المؤتمر العلمي الدولي حول 'الذكاء الإصطناعي'،  بعنوان 'AI in Healthcare: Shaping the Present and Redefining the Future'، خلال مؤتمر عقد في حرم العلوم الطبية – طريق الشام، برعاية وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي كمال شحاده، وذلك ضمن فعاليات سنة الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها الكلية (ويستمر لغاية الجمعة 16 الحالي).

حضر الاحتفال وزيرا الإعلام المحامي بول مرقص والعمل البروفسور محمد حيدر، الدكتور بيار إنهوري ممثلا وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، رئيس الأركان في قوى الامن الداخلي  العميد الطبيب ألفرد حنا ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبد الله ، رئيس جامعة القديس يوسف الاب اليسوعي البروفسور سليم دكاش، رئيس جامعة عجلون في الأردن البروفسور فراس هناندة،  عمداء وطلاب من الجامعة، وشخصيات أكاديمية وعلمية ونقابية.

ايليان

بداية، النشيد الوطني ونشيد الجامعة. ثم افتتحت عريفة الاحتفال البروفسورة جوي إيليان أعمال المؤتمر، مستهلة كلمتها بتأكيد الموقع الريادي الذي تحتله جامعة القديس يوسف في مجال الذكاء الاصطناعي، لا سيّما من خلال نهجها الاستراتيجي في إدماج التقنيات الذكية ضمن منظومات التعليم والبحث العلمي.  ونوّهت بـ'رؤية الجامعة المستقبلية القائمة على استباق التحوّلات التكنولوجية وتعزيز التكامل بين الذكاء الاصطناعي والعلوم الصحية، بما يرسّخ دورها كمؤسسة أكاديمية رائدة في الابتكار والتعليم الطبي المتقدّم'.

يارد

وتحدّث رئيس لجنة التعليم المستمر في كلية طب الأسنان البروفسور غسان يارد، عن 'الأهمية البالغة لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية لطلاب الطب، فضلًا عن تدريب أعضاء الهيئة التعليمية على استخدامها بفاعلية'. وأكّد أن 'هذا التوجّه يُشكّل ركيزة أساسية في تحديث البرامج الأكاديمية، وتعزيز الكفاءة السريرية، وتطوير مهارات التحليل والتشخيص المبني على البيانات'. كما شدّد على 'ضرورة تبنّي رؤية استشرافية شاملة في هذا المجال، على غرار الرؤية التربوية الطليعية التي وضعتها عميدة الكلية، البروفسورة ندى فرحات مشيلح، التي شكّلت أساسًا لتكامل الذكاء الاصطناعي ضمن المنظومة التعليمية والصحية في الكلية'.

مشيلح

وكانت كلمة لرئيسة المؤتمر البروفسورة ندى فرحات مشيلح، عبرت فيها عن امتنانها العميق لرئيس الجامعة وعمداء كليات الطب، الصيدلة، وعلوم التمريض ومستشفى اوتيل ديو على دعمهم للمؤسسة ومساهمتهم الفاعلة في إنجاح هذا الحدث العلمي. وأشارت إلى أنّ 'كلية طب الأسنان كانت من بين المؤسسات الأكاديمية السباقة في اندماج الذكاء الاصطناعي ضمن مناهجها التعليمية، وذلك منذ أكثر من خمس سنوات'.

أضافت: 'هذا التوجّه لم يقتصر على التعليم فحسب، بل شمل أيضًا تعزيز القدرات التشخيصية والعلاجية من خلال توظيف أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مما ساهم في إحداث تحوّل نوعي في الممارسة السريرية المبنية على البيانات والتحليل الذكي'. وأعلنت  افتتاح مركز طب الأسنان الرقمي والذكاء الاصطناعي، وإطلاق الدبلوم الجامعي في هذا المجال، ضمن رؤية أكاديمية متقدمة'.

وقد ضم المؤتمر نخبة من المحاضرين اللبنانيين والأجانب، وتناول أيضًا الأبعاد القانونية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي.

الهناندة

بدوره ألقى البروفسور الهناندة كلمة أشار فيها إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية، مؤكدًا أن 'فاعليته الحقيقية تتجلى عندما يُقترن بروح التعاون الأكاديمي. فبفضل هذه الشراكات، تتحوّل الإنجازات النظرية إلى حلول عملية تسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية'. ونوه بـ'أهمية التعاون القائم بين كلية طب الأسنان في جامعة القديس يوسف – بيروت، وجامعة عجلون الوطنية – الأردن، معتبرًا إيّاه 'نموذجا رائدًا في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة البحث العلمي والابتكار'.

دكاش

اما  الأب دكّاش، فأكد في كلمة 'المكانة الريادية التي تحتلها جامعة القديس يوسف منذ تأسيسها، والتي يُحتفى بها هذا العام بمناسبة مرور 150 عامًا على انطلاقتها التاريخية'. وأبرز في كلمته 'أهمية استمرار الجامعة في تبنّي أحدث التوجهات العلمية والتقنية، لا سيّما في مجال الذكاء الاصطناعي، لما له من تأثير جوهري ومباشر في تطوير الرعاية الصحية وتحسين جودة حياة الإنسان'. كما نوّه بـ'الدور الريادي لعميدة كلية طب الأسنان في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن مناهج التعليم الطبي'، مشيدًا بـ'المبادرة التي تسهم في تعزيز قدرات الطلاب والأبحاث العلمية في الكلية'. وتوجّه بالشكر والتقدير لرعاية وحضور وزير الذكاء الاصطناعي الدكتور كمال شحاده 'الذي يُجسّد اهتمام الدولة الداعم لهذه التكنولوجيا المحورية'، مؤكّدًا ' أهمية التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والجهات الحكومية لتسريع وتيرة التحول الرقمي في القطاع الصحي'.

شحادة

ألقى الوزير شحادة كلمة أكّد فيها ' الدور المحوري للذكاء الاصطناعي في دفع عجلة التطور الوطني وتعزيز مختلف القطاعات الحيوية في لبنان، من الاقتصاد إلى الصحة والتعليم والأمن'.

وأعلن عزمه 'تقديم مشروع قانون لإنشاء وزارة متخصصة للذكاء الاصطناعي بحسب البيان الوزاري للحكومة العتيدة التي تعهدت بإنشاء وزارة معنية بالذكاء الاصطناعي'، داعيًا مجلس النواب إلى 'إقراره سريعًا لضمان تطوير إطار تنظيمي قوي يدعم الابتكار وحماية الحقوق الرقمية'.

وأشار الى أن' هذا التوجه يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى تمكين لبنان من المنافسة إقليميًا وعالميًا، وتعزيز الاقتصاد الرقمي المبني على المعرفة والتكنولوجيا، وهذا الأمر يحتاج الى تشريعات وقوانين تواكب هذا التطور من أجل جذب الاستثمارات'، مؤكداً أيضاً 'العمل على مشاريع القوانين اللازمة من أجل حماية الأمن السيبراني وحماية المعلومات'.

تخلل المؤتمر، عرض '(فيديو) كليب' عن الجامعة وكلية طب الأسنان، جهز بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، بدءًا من كتابة النصوص، مرورًا بتأليف الموسيقى، وصولًا إلى تصميم الصور الرقمية. هذا العرض يُجسّد قدرات الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى إبداعي متكامل، ويُبرز الدور الريادي للجامعة في تبني أحدث التقنيات لتحويل الأفكار إلى واقع ملموس.

في الختام، شارك الجميع في افتتاح مركز طب الأسنان الرقمي والذكاء  الاصطناعي.