لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ١٥ أيار ٢٠٢٥
في إنجاز علمي فريد من نوعه، تمكن الروبوت الجوال بيرسيفيرانس التابع لوكالة ناسا، المتمركز على سطح المريخ، من التقاط أول صورة لشفق قطبي مرئي يتوهج بأطوال موجية يمكن للعين البشرية إدراكها.
فتح هذا الاكتشاف آفاقا جديدة لدراسة الغلاف الجوي العلوي للمريخ وتفاعله مع الشمس. فعلى الرغم من أن العلماء كانوا على علم بوجود أنواع مختلفة من الشفق القطبي على المريخ، إلا أن جميع المشاهدات السابقة اقتصرت على أطياف غير مرئية من الأشعة فوق البنفسجية.
أهمية هذه الظاهرة
أوضحت الفيزيائية إليز رايت كنوتسن، من جامعة أوسلو، أن تأكيد وجود الشفق القطبي المرئي يمثل خطوة هامة، حيث يفتح طرقا جديدة، يأمل أن تكون أبسط وأقل تكلفة، لدراسة تفاعلات الشمس مع الكوكب الأحمر.
وأضافت أن رصد هذا الانبعاث الأخضر الأول من نوعه يمكن أن يوفر معلومات قيمة حول كيفية تفاعل الجسيمات القادمة من الشمس مع الغلاف المغناطيسي العلوي والغلاف الجوي للمريخ.
خطائص الشفق القطبي على المريخ
تجدر الإشارة إلى أن جميع الكواكب في نظامنا الشمسي تشهد ظاهرة الشفق القطبي بأشكال مختلفة، لكن الشفق القطبي على المريخ يتميز بخصائص فريدة.
يتميز الغلاف الجوي للمريخ برقة شديدة، حيث تبلغ كثافته حوالي 2% فقط من كثافة الغلاف الجوي للأرض. علاوة على ذلك، فإن المجال المغناطيسي للكوكب الأحمر ضعيف ومتقطع، ويقتصر وجوده على مناطق محلية معينة، حيث تحتفظ المعادن الممغنطة في القشرة ببقايا المجال المغناطيسي القوي الذي كان يتمتع به المريخ في الماضي. وهذا يختلف تماما عن الغلاف المغناطيسي القوي الذي يحمي كوكبنا.
ومع ذلك، فإن هذه البقع الموضعية من المجال المغناطيسي كافية لحدوث نشاط شفقي. فعندما تهب الرياح الشمسية بالاتجاه الصحيح، يتوهج الغلاف الجوي بالقرب من هذه المناطق المغناطيسية بأطوال موجية فوق بنفسجية. لكن شفق المريخ يتميز بضعفه الشديد مقارنة بأضواء الشمال الساحرة التي تضيء سماء الأرض.
للذ، تطلب رصد هذه الظاهرة الخافتة، انتظار العلماء لمدة عشرين عاما، وهو أمر يمثل تحديا للأقمار الصناعية المريخية التي لم تصمم للاستجابة العفوية لمثل هذه الظواهر. لكن مسبار بيرسيفيرانس المريخي كان مجهزا بالأدوات اللازمة لاكتشاف الضوء الذي كان الباحثون يتوقون لرصده.
ما يميزه عن الأرض
يحمل الشفق الأخضر على المريخ نفس اللون الأخضر لشفقنا الأرضي تماما، لكن مظهره يختلف كليا. نحن معتادون على رؤية أشرطة منظمة ذات أشكال واضحة ومميزة. أما الشفق الأخضر على المريخ، فهو أشبه بتوهج موحد يغطي السماء بأكملها، في جميع الاتجاهات، سواء كنت تقف على خط الاستواء أو بالقرب من القطبين.
لذلك، يعد هذا الرصد الناجح خطوة مهمة في تاريخ الأبحاث على سطح كوكب المريخ. ويخطط الفريق لإجراء المزيد من المحاولات لرصد المزيد من هذه الظواهر بهدف فهم كيفية تشكل الشفق القطبي على المريخ بشكل أفضل، والكشف عن الأنماط التي قد تظهر.