في نداء وصفه مراقبون بالجريء، دعا حاكم مصرف سورية المركزي، الدكتور عبد القادر الحصرية، المصارف الأميركية إلى إعادة تموضع استراتيجي عبر فتح مكاتب تمثيلية في سوريا واستئناف علاقات المراسلة، مؤكداً أن الوقت قد حان لـ'بناء جسور الثقة والشراكة' بين المؤسسات المالية السورية ونظيراتها الأميركية، في إطار مسار اقتصادي يعكس تحوّلاً عميقاً في المشهد السوري.

الحصرية أطلق دعوته من واشنطن، خلال لقاء حواري مالي نظّمه مجلس الأعمال السوري الأميركي، بمشاركة المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك، إلى جانب ممثلين عن مصارف أميركية وعالمية، وبعثات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في سوريا.

وفي كلمته عبر تقنية الفيديو التي نقلها المركزي السوري واطلع عليها بزنس2 بزنس حيث حملت عنوان 'المال ليس مجرد أرقام.. بل جسر نحو السلام والشراكة والازدهار'، قدّم الحاكم رؤية مصرف سوريا المركزي للمرحلة المقبلة، مشدداً على الانفتاح على حوار مالي بنّاء مع الولايات المتحدة، ومعتبراً أن المصارف التي تخطو اليوم ستكون حجر الأساس في بناء مستقبل مصرفي حديث قائم على الشفافية والانضباط.

إصلاحات مصرفية.. ورؤية للمستقبل

واستعرض الحصرية أبرز الإصلاحات البنيوية التي يشهدها النظام المالي السوري، من بينها:

تعزيز الإطار القانوني والتقني لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وفق معايير FATF.

تطوير وحدة الاستخبارات المالية ورفع كفاءتها الرقابية.

تدريب شامل لضباط الامتثال لتعزيز الانضباط المؤسسي.

هذه الخطوات، بحسب الحاكم، تأتي في سياق خطة وطنية أشمل لإعادة الإعمار وتنشيط الاقتصاد على أساس الحوكمة والاستدامة، في وقت تقف فيه البلاد على أعتاب مرحلة 'واعدة للنمو في قطاعات حيوية'.

من 'القيادة الزائرة' إلى القيادة المؤسسية

وفي لمحة عن مسيرته، أشار الحصرية إلى خبرته التي تمتد لعشرين عاماً في شركات الاستشارات المالية الدولية، بالإضافة إلى مشاركته في برنامج الزائر الدولي القيادي في الولايات المتحدة عام 2008، مؤكداً أن الحوار الذي بدأ اليوم ليس سوى بداية لمرحلة جديدة من التفاهم المالي بين دمشق وواشنطن.