أكد مسؤولان في مخيمي طولكرم ونور شمس أن الاحتلال 'الإسرائيلي' ينتهج سياسة تدمير ممنهجة لمقومات الحياة في مخيمات شمالي الضفة الغربية، بهدف خلق بيئة طاردة للفلسطينيين، في إطار مخططه التهجيري. وطالبا بوضع خطة وطنية شاملة لتعزيز صمود المواطنين.

يتعرض المخيمان، شرقي طولكرم شمالي الضفة الغربية، لاجتياحات متكررة ضمن 'حرب المخيمات' التي بدأها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدءًا من مخيم جنين في العشرين من يناير الماضي.

وذكر فيصل سلامة، رئيس لجنة شؤون اللاجئين في مخيم طولكرم، لـ 'فلسطين أون لاين'، أن المخيم يعاني منذ 21 يومًا من حصار مشدد واجتياح واسع، ما أدى إلى تدمير شامل للبنية التحتية، شملت الطرق وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، إلى جانب مئات المنازل والمؤسسات الخدمية.

وأشار إلى أن الاحتلال نفّذ 61 اجتياحًا للمخيم منذ السابع من أكتوبر 2023، في واحدة من أكبر العمليات العسكرية التي تستهدفه منذ عقود.

وأضاف: 'هذا الاجتياح هو الأطول والأعنف، إذ أجبر الاحتلال قرابة 10 آلاف من أصل 15 ألفًا من سكان المخيم على النزوح القسري، والتوجه إلى مراكز إيواء خارج المخيم، حيث تفتقر تلك المراكز إلى مقومات الحياة الأساسية من غذاء ومياه وأدوية ورعاية صحية'.

ومنذ بدء اجتياح مخيم طولكرم، استُشهد 10 فلسطينيين برصاص الاحتلال، فيما أصيب نحو 20 آخرين، إضافة إلى اعتقال العشرات من السكان. وفي مخيم نور شمس، استشهد أربعة مواطنين، وأصيب واعتقل عدد آخر منذ بدء الاجتياح قبل ثمانية أيام.

سيناريو التدمير يتكرر في نور شمس

وفقًا لرئيس لجنة شؤون اللاجئين في مخيم نور شمس، نهاد الشاويش، فقد تكرر سيناريو التدمير الذي شهده مخيم طولكرم، حيث دمر الاحتلال نحو نصف الوحدات السكنية في المخيم، ما بين تدمير كلي أو جزئي بليغ. كما طال الدمار 167 محلًا تجاريًا من أصل 300، فضلًا عن تدمير شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، والطرق والمدارس والمساجد، إضافة إلى المؤسسات الاجتماعية والرياضية.

وقال الشاويش لـ 'فلسطين أون لاين': 'الاحتلال ينفذ سياسة تهدف إلى منع النازحين من التفكير في العودة إلى المخيم، إذ نزحت 2300 أسرة من بين 3500 كانت تقطن نور شمس قبل الاجتياح'.

ويكابد نازحو مخيم نور شمس أوضاعًا معيشية قاسية في مراكز إيواء بالقرى المجاورة، التي تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة لاستقبال الآلاف. وأوضح الشاويش أن ما يتلقاه النازحون من مساعدات لا يغطي حجم المأساة التي يعانونها.

مخطط تهجيري فاشل

أكد رئيسا اللجنتين الشعبيتين في مخيمي نور شمس وطولكرم أن حملة الاحتلال تستهدف تفريغ المخيمات من اللاجئين الفلسطينيين عبر سياسات القتل والتدمير لخلق بيئة طاردة تدفع المواطنين إلى البحث عن بدائل خارج المخيمات.

وأشار سلامة إلى أن الاحتلال يختلق الذرائع لاجتياح المخيمات بهدف تدميرها وإنهاء وجودها، ودمج سكانها في القرى المحيطة، وتشجيع الهجرة الخارجية. لكنه شدد على أن هذا المخطط سيفشل بصمود الفلسطينيين وتمسكهم بوحدتهم الوطنية.

من جهته، حذّر الشاويش من أنه في حال تمكن الاحتلال من تهجير المخيمات، فإنه سيسعى لتعميم هذا المخطط في مناطق أخرى من الضفة الغربية بدعم أمريكي. وأكد على ضرورة أن تقف السلطة الفلسطينية إلى جانب الأهالي، وتدعم عودتهم إلى المخيمات التي هُجّروا منها، لتفويت الفرصة على الاحتلال.