كشف تقرير صادر عن مكتب النائب العام في الاحتلال 'الإسرائيلي' عن تدهور خطير وغير مسبوق في أوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال 'الإسرائيلي' منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وصولًا إلى مستوى يوصف بـ”الكارثي”.

ووفق التقرير، يعاني الأسرى من اكتظاظ شديد، وضرب شبه يومي، وتجويع ممنهج، وإهمال طبي واسع، في ظل انعدام شبه كامل لمقومات الحياة الأساسية.

وأشار التقرير إلى تفاقم الاكتظاظ نتيجة الارتفاع الكبير في أعداد المعتقلين، حيث يُحتجز نحو 90% من الأسرى في مساحة تقلّ عن ثلاثة أمتار مربعة للفرد، فيما ينام آلاف الأسرى على الأرض دون أسرّة.

وبحسب المعطيات، يُحتجز الأسرى داخل زنازين مغلقة لمدة 23 ساعة يوميًا، وسط نقص حاد في الإضاءة والتهوية، ووضع صحي شديد السوء، فيما يُمنع الأسرى من الاحتفاظ بأي مقتنيات شخصية باستثناء نسخة من القرآن الكريم. أما مواد النظافة، فتُمنح بكميات قليلة تشمل الصابون والمناشف وورق المراحيض فقط.

ولفت التقرير الصادر عن هيئة تابعة لوزارة القضاء في الاحتلال إلى انتشار واسع لمرض الجرَب (سكابيس) داخل عدة سجون، بدرجة وصفت بـ”الوبائية”، ما أدى إلى إصابة أعداد كبيرة من الأسرى.

وتكشف البيانات أن عدد المعتقلين قفز بشكل لافت منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، بنحو 3,000 معتقل خلال شهرين فقط، ليصل أواخر عام 2024 إلى نحو 23 ألف أسير، رغم أن القدرة الاستيعابية القصوى لسجون الاحتلال لا تتجاوز 14,500.

وبحلول نهاية 2024، كان أكثر من 4,500 أسير، بينهم 3,200 أسير، يمضون ليلتهم دون سرير.

ووثّق التقرير تفاصيل صادمة من عدة سجون؛ ففي سجن رامون فُرضت زيادة بنحو 387 معتقلًا فوق الحد المسموح، واحتُجز 11 أسيرًا في زنزانة لا تتجاوز مساحتها مترين للفرد، بينهم من ينام على الأرض. وفي سجن مجيدّو، تجاوز الاكتظاظ الحد المسموح بـ520 معتقلًا، حيث وُضع 12 أسيرًا في زنزانة مساحتها 23 مترًا مربعًا فقط، نصفهم ينامون على الأرض.

كما سجّل التقرير شكاوى واسعة من جوع حاد وتراجع كبير في الوزن، إلى جانب تقييد الوصول إلى مياه الشرب في بعض الأقسام، رغم قرار قضائي سابق يُلزم إدارة السجون بتوفير غذاء ملائم يحافظ على صحة الأسرى.

وخلص التقرير إلى أن هذه الظروف تُعد من أقسى أزمات الاحتجاز التي شهدها الأسرى في سجون الاحتلال منذ سنوات، ما يعكس خطورة التدهور الإنساني والقانوني الذي يتعرضون له.