يعيش لبنان حاليًا تحت تأثير أول منخفض جوي في موسم الخريف الذي بدأ يفرض حضوره تدريجيًا على أجواء البلاد. فقد تساقطت الأمطار الأولى في عددٍ من المناطق، لتُعلن بداية التحوّل المناخي المنتظر، بعد صيف طويل وحار. ويُتوقع أن يستمرّ الطقس المتقلّب خلال الأيام المقبلة، مع انخفاض في درجات الحرارة وتزايد فرص تساقط الأمطار.

كما أدّت الأمطار التي تساقطت خلال الليل وساعات الفجر الأولى اليوم إلى وقوع حوادث سير في عدّة مناطق، نتيجة انزلاق السيارات، لا سيما عند المنعطفات وفي المناطق التي كانت كمية الأمطار فيها خفيفة، ما حوّل الطرقات إلى ما يشبه لوحًا زجاجيًا يصعب التحكم فيه أثناء القيادة، خاصةً عند السرعات العالية.

كما انقلبت شاحنة 'بيك آب' عند طلعة المحافظ في صيدا ما أدّى إلى تسرّب مادة المازوت على الأرض بعد انزلاقها بسبب الأمطار التي تساقطت صباح اليوم من دون وقوع إصابات.

تكرّر المشهد المؤسف أيضاً داخل قصر العدل في بعبدا، وتحديدًا في الطابق الثاني، حيث غرقت غرف المحاكمات بالمياه نتيجة النشّ الكبير من السقف.

وفي سياقٍ متصلٍ، طلبت غرفة التحكم المروري من السائقين توخّي الحذر وتخفيف السرعة بسبب تساقط أمطار خفيفة في بعض المناطق والقرى ما يُسبّب انزلاقات وصدامات مرورية وذلك حرصًا على السلامة العامة.

وكان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام قد اجتمع مع وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار بحضور محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود ورئيس بلدية بيروت إبراهيم زيدان، وخصص الاجتماع لمعالجة موضوع تصريف مياه الأمطار وتفاصيل الأعمال المنفّذة استعدادًا لفصل الشتاء.

رسامني: نعمل منذ الصيف على حلّ مشكلة الفيضانات

في إطار آخر، أشار وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني إلى أنّ الوزارة تعمل منذ بداية موسم الصيف على وضع خطة لمشكلة الفيضانات على الطرقات عند تساقط الأمطار، لافتًا إلى أنّ اللوم لا يقع فقط على وزارة الأشغال وإنّما على المواطن والبلديات.

ولفت رسامني في حديث لإذاعة 'صوت لبنان'، إلى أنّ هناك أسبابًا كثيرةّ للفيضانات، بما فيها البنى التحتية المهملة منذ سنوات، والإعمار الكثيف، وقنوات مياه الأمطار والصرف الصحي، وعدم تنظيف مجاري الأنهر، وغيرها من الأسباب، واليوم وضعت الوزارة دفاتر شروط أكثر تشدّدًا مع المتعهدين للعمل بشكل أصحّ.

واعتبر أنّ 'النظافة أساس في موضوع الفيضانات، لأنّ النفايات تُغلق السدود، والمسؤولية تقع أيضًا على المواطن والبلديات'.

وأضاف رسامني أنّ 'وزارة الداخلية حثّت رؤساء البلديات على الاهتمام بهذا الموضوع، وهناك إيجابية في التعاطي والتعاون، ونعمل على خطة مع مجلس الإنماء والإعمار لتطوير القنوات والبُنى التحتية للسنة المقبلة'.

طقس خريفي متقلّب

وفي تفاصيل الطقس، توقّعت دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أن يُسيطر طقس خريفي متقلّب على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط بسبب تأثير منخفض جوي متوسط الفعّالية متمركز شمال غرب تركيا، يرافقه انخفاض بدرجات الحرارة، يتراجع تأثيره اعتبارًا من غدٍ الجمعة حيث يستقر تدريجيًا.

معدّل درجات الحرارة لشهر تشرين الأول في بيروت ما بين 21 و29، وفي طرابلس ما بين 20 و28 درجة، وفي زحلة ما بين 13 و27 درجة.

طقس الأيام المقبلة

* الخميس: غائم مع ضباب على المرتفعات وانخفاض ملموس بدرجات الحرارة التي تصبح دون معدلاتها الموسمية خصوصًا في المناطق الجبلية والداخلية، تتساقط أمطار متفرقة ومتقطعة تشتد غزارتها أحيانًا مع احتمال حدوث برق ورعد ورياح ناشطة تصل سرعتها إلى 55 كلم/س شمال البلاد حيث يرتفع موج البحر لحدود المترَيْن مع احتمال حدوث انفراجات خلال النهار، تخف الأمطار تدريجيًا اعتبارًا من المساء ويتحوّل الطقس إلى غائم جزئيًا.

* الجمعة: غائم جزئيًا مع ضباب على المرتفعات ويبقى احتمال تساقط بعض الأمطار الخفيفة بشكل متفرّق خلال الفترة الصباحية خصوصًا شمال البلاد. يستقرّ الطقس خلال النهار مع ارتفاع بدرجات الحرارة خصوصًا في الداخل وانخفاض بنسبة الرطوبة فيتحوّل الطقس تدريجيًا إلى قليل الغيوم.

* السبت: قليل الغيوم إلى غائم جزئيًا مع ضباب محلي على المرتفعات وارتفاع بدرجات الحرارة خصوصًا في الداخل وعلى الجبال.

* الأحد: قليل الغيوم إلى غائم جزئيًا مع ضباب على المرتفعات وارتفاع بدرجات الحرارة في المناطق الساحلية وانخفاضها في الداخل.

الأمطار ستشتدّ

بدورها، ذكرت صفحة 'Lebanese Daily Weather'، المُتخصصة بأحوال الطقس، أنّ أمطارًا متفرّقة هطلت ليلة أمس، وكانت غزيرة في بعض المناطق، خصوصًا الساحلية منها، حيث تركّزت بشكل ملحوظ على طول الخط الساحلي السوري كدرجة أولى، ثم امتدّت إلى الساحل اللبناني وباقي المناطق.

وأضافت: 'يستمرّ الطقس على حاله حتى مساء اليوم الخميس مع اتّساع رقعة الهطولات لتشمل مناطق إضافية حيث ستشتدّ الأمطار في الساعات المقبلة، يترافق ذلك مع نشاط في الرياح الجنوبية الغربية أحيانًا وانخفاض في درجات الحرارة.

كما يُتوقع تساقط ثلوج خفيفة وعابرة على الجبال العالية، مع بقاء بعض المناطق خارج نطاق الفعّالية الجوية.

وتشتدّ الفعّالية الجوية من حين لآخر قبل أن تنحسر مساء اليوم الخميس، لتستقرّ الأجواء مع بقاء درجات الحرارة قريبةً من معدلاتها الموسمية مع نهاية عطلة الأسبوع، وفق ما أشارت الصفحة.

ويتأثر لبنان بمنخفض جوي متوسط الفعّالية متمركز شمال غرب تركيا.