اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
كتب محمد طارق عفيفي
في مدينةٍ تنهض من رمادها كل يوم، تعاند الألم، وتتمسك بالحياة رغم كل الجراح، يرتكب بعض أبنائها جريمةً صامتة بحقها وحق أنفسهم دون أن يشعروا… إنها جريمة الامتناع عن الانتخاب.
بيروت، هذه العاصمة التي لطالما كانت نبض الوطن وروح التعددية والجمال، تُترك اليوم لمصيرٍ غامض، يتحكم به من لا يشبهها، ولا يحس بنبض شوارعها، ولا يفهم حاجات ناسها. والسبب؟ صمتكم… تقاعسكم… وعدم مشاركتكم في انتخاب مجلس بلدي ومخاتير يكونون على قدر بيروت!
إن الانتخابات البلدية ليست حدثاً عابراً، بل هي لحظة تقرير مصير، ومسؤولية وطنية لا تقل أهمية عن أي استحقاق آخر؛ فالمجلس البلدي ليس مجرد مؤسسة إدارية، بل هو شريان الحياة اليومية في المدينة، والمخاتير ليسوا وجوهاً تقليدية بل ممثلين فعليين للناس في الأحياء.
حين تمتنع عن التصويت، فأنت:
تسلّم بيروت لمن لا يملك مشروعاً.
تتنازل عن حقك في مساءلة من يدير حياتك اليومية.
تقول بصمتك: 'أنا راضٍ عن الخراب'.
نريد مجلساً يشبه بيروت: مجلساً شاباً، مثقفاً، شفافاً.
مجلسا لا طائفياً، لا تابعاً، لا مرتهناً.
مجلساً عنده رؤية لبيروت خضراء، نظيفة، آمنة، حضارية.
نريد مخاتير يعرفون وجع الناس، لا يخافون قول الحق، ولا يختبئون خلف الزعامات.
وإذا لم ننتخب؟ سنخسر كل شيء:نخسر صوتنا في القرار، نخسر فرصتنا في التغيير الحقيقي، نخسر مستقبل أولادنا الذين سيكبرون في مدينة تُحكم من قبل 'كومبارس' لا يملكون لا الجرأة ولا الكفاءة.
بيروت لا تحتمل المزيد من الوجع ولا المزيد من الإهمال. لقد سُرقت، احترقت، وتُركت وحيدة.. فهل نتركها الآن مجدداً في أيدي من لا يستحقها؟
لا تنتظر أن تتغيّر الأمور من تلقاء نفسها. لا تنتظر أن 'يعملوها غيرك'؛ فالتغيير يبدأ بصوتك أنت. كل صوت يُحدث فرققاً، وكل ورقة اقتراع هي سلاح سلمي في معركة استعادة بيروت.
في يوم الانتخابات، لا تبقَ في البيت. لا تسافر. لا تبرر.
انزل، صوّت، شارك، غيّر.
بيروت بحاجة إليك اليوم، لا غدًا. فصوتك أمانة ومسؤولية، والتخاذل خيانة لحلم هذه المدينة التي تستحق الأفضل.
#صوّت_لبيروت
#بيروت_بحاجة_إلك
#ما_تكون_شريك_بالخراب_بصمتك