اتهم رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، الدكتور صلاح عبد العاطي، الاحتلال الإسرائيلي باستغلال انشغال العالم بالحرب مع إيران لتوسيع جرائمه في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة، حيث يواصل تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية ضد السكان المدنيين.

وقال عبد العاطي لصحيفة 'فلسطين'، إن الاحتلال صعّد من عملياته العسكرية خلال الأيام الماضية، وارتكب مجازر متواصلة بحق المدنيين، خصوصًا أولئك الذين ينتظرون المساعدات أمام مراكز التوزيع، بما في ذلك المراكز التي تعمل تحت إشراف أميركي.

وأضاف أن الاحتلال ارتكب سلسلة من المجازر المروعة بحق المدنيين المجوّعين، استهدفت مخيمات النزوح، وطالبي المساعدات، والأحياء السكنية، في ظل تفاقم المجاعة وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية. وقد أعلن جيش الاحتلال أنه نفّذ أكثر من 300 غارة جوية خلال أسبوع، تزامنًا مع إصدار أوامر إخلاء قسري شملت أحياء واسعة من مدينة غزة.

وأشار عبد العاطي إلى أن الاحتلال قصف الخيام ومراكز الإيواء الخاصة بالنازحين، وواصل إصدار أوامر النزوح القسري، بينما ضيّق المساحات المسموح بها للنزوح، في ظروف إنسانية كارثية، تتفاقم بفعل استمرار المجاعة وانعدام الإمدادات الغذائية والطبية.

وقال: 'ما نشهده هو استغلال إسرائيلي واضح لانشغال المجتمع الدولي بمواجهة محتملة مع إيران، من أجل تصعيد العدوان على غزة، وفرض واقع إنساني مدمر يهدف إلى جعل القطاع غير صالح للحياة، وبالتالي دفع السكان قسرًا نحو الهجرة خارج الأراضي الفلسطينية'.

وحذر عبد العاطي من أن هذا السلوك يتقاطع مع تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي قال إن 'الشرق الأوسط سيتغير بعد الحرب مع إيران، بما يسمح بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة'، معتبرًا ذلك دلالة واضحة على وجود نية مبيّتة لتنفيذ سيناريو الترحيل الجماعي، كبديل عن الحسم العسكري.

وشدد على أن هذا الوضع الخطير يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا، محذرًا من التراخي أو التقاعس في الضغط على الاحتلال لوقف عدوانه، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لحماية أرواح المدنيين.

وأوضح عبد العاطي أن جرائم الاحتلال لا تقتصر على القتل المباشر، بل تشمل أيضًا محاصرة المستشفيات، ومنع دخول الوقود اللازم لتشغيلها، وحرمانها من المستلزمات الطبية، مشيرًا إلى ما يعانيه مستشفى ناصر الطبي من عزلة تامة عن محيطه، ونقص كارثي في المعدات والخدمات، ما ينذر بانهيار ما تبقى من النظام الصحي في القطاع.

ودعا إلى 'وقف شامل لحرب الإبادة الجماعية، والسماح الفوري بتدفق المساعدات الإنسانية والطبية'، مشددًا على ضرورة تفعيل آليات المساءلة الدولية بحق إسرائيل، وتحميل المجتمع الدولي مسؤوليته القانونية في حماية المدنيين الفلسطينيين.

يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلًا كافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وقد أسفرت هذه الإبادة، بدعم أميركي، عن أكثر من 185 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فضلًا عن مجاعة أودت بحياة الكثيرين، بمن فيهم أطفال.