حذّر رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك من 'الغرور والعجرفة' التي تُهيمن على الخطاب الإسرائيلي الرسمي عقب الضربة الجوية الأخيرة ضد منشآت إيرانية، مؤكدًا أن تلك العملية لم تحقق الهدف الإستراتيجي المأمول، ولن تمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وفي مقال نشرته صحيفة هآرتس العبرية اليوم، قال باراك – الذي شغل سابقًا منصب رئيس الأركان ووزير الأمن – إن 'الطريقة الوحيدة لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية هي إعلان الحرب لإسقاط النظام'، مؤكدًا أن الضربة الإسرائيلية لم تؤخر المشروع النووي الإيراني لأكثر من بضعة أسابيع.

وأشار إلى أن إيران تمتلك بالفعل مادة انشطارية تكفي لصناعة عشر قنابل نووية، بالإضافة إلى المعرفة التقنية الكافية، مما يجعل أي ضربة 'جزئية' غير قادرة على كبح البرنامج بشكل حاسم، سواء من قبل إسرائيل أو حتى الولايات المتحدة.

كما حذر باراك من الاعتماد على النشوة الإعلامية والسياسية التي تروج لما سُمّي بـ'تدمير البرنامج النووي الإيراني'، مشددًا على أن الجيل القادم من المنشآت النووية الإيرانية يُبنى على عمق 800 متر تحت الأرض، في مواقع باتت خارج متناول القصف الجوي التقليدي.

وأضاف أن إسرائيل تواجه اختبارًا استراتيجيًا طويلًا وموجعًا، وعلى القيادة التحلي بالمسؤولية والتروي بدلًا من الخطاب الانتصاري الزائف، داعيًا في الوقت نفسه إلى فتح مسار فوري لتحرير الأسرى، وإنهاء الحرب في غزة، ووقف مشروع الانقلاب القضائي الداخلي الذي وصفه بـ'الجنون الساعي لتفكيك المجتمع الإسرائيلي'.

وشدّد على أن استمرار الحرب قد يُستغل داخليًا لتحويل إسرائيل إلى 'نظام ديكتاتوري فعلي'، ما يتطلب تغيير القيادة حتى في زمن الحرب.

وفي السياق نفسه، انتقد محلل الشؤون الاستخباراتية يوسي ميلمان التصعيد الإسرائيلي، مؤكدًا أن الضغط على المدنيين الإيرانيين لن يسقط النظام، مستشهداً بتجربة حرب إيران والعراق، حيث صمدت طهران أمام آلاف الصواريخ والهجمات الكيميائية دون أن تنهار.

وأضاف ميلمان في تغريدة على منصة 'إكس' أن 'كل من يحلم بتفجيرات مكثفة في طهران عليه أن يُفكر مرتين'، محذرًا من أن إيران سترفض وقف الحرب في حال طُلب منها ذلك لاحقًا، بعدما تكون تل أبيب قد استنزفت طاقاتها العسكرية والسياسية.

ودعا ميلمان قيادة الاحتلال إلى 'وقف الجنون' والعودة إلى اتفاق معقول بوساطة أمريكية، محذرًا من وهم إسقاط النظام الإيراني عبر الضغط الشعبي.

ومنذ فجر الجمعة، شنَّت 'إسرائيل'، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته 'الأسد الصاعد'، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.

وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران بعملية اسمتها 'الوعد الصادق 3'، الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى الآن ستة، ما أدى – بحسب وسائل إعلام عبرية – إلى مقتل 13 مستوطنًا وإصابة المئات بجروح متفاوتة، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.