اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٢١ كانون الأول ٢٠٢٤
مع هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد من دمشق، بدأ الجيش الإسرائيلي توغلا بريا اجتاز على إثره خط فض الاشتباك مع سوريا، وسيطر على عدد من النقاط، بعضها يقع على مرتفعات في جبل الشيخ.
ووفقا لتقرير معلوماتي يمثل جبل الشيخ نقطة إستراتيجية من الناحية العسكرية كونه يفصل بين لبنان وسوريا، وهو أيضا ملاصق للجولان السوري المحتل.
وكانت هذه المناطق مشمولة باتفاقية فض الاشتباك بين دمشق وتل أبيب، التي رعتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة سنة 1974.
استغلال هروب بشار الأسد
ومع تواتر الأخبار عن هروب بشار الأسد من دمشق، سارعت إسرائيل لشن غارات جوية استهدفت مواقع عدة في العاصمة السورية، وذلك بعد وقت قصير من اجتيازها خط فض الاشتباك بحجة 'استشعار الخطر على الحدود الشرقية'.
بنود الاتفاقية وشروطها
تُقسّم بنود الاتفاقية على قسمَين رئيسيَّين: الأول يختص بآليات فض الاشتباك بين القوات السورية والإسرائيلية، والثاني يُحدد شكل عمل قوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة “الأندوف” في المنطقة العازلة.
البنود الرئيسية للقسم الأول من الاتفاقية هي:
1. تلتزم كل من سوريا و”إسرائيل” بوقف كامل لإطلاق النار استنادًا إلى قرار مجلس الأمن رقم 338 لعام 1973.
2. فصل القوات:
تُنقل القوات الإسرائيلية إلى غرب الخط “أ”، باستثناء منطقة القنيطرة، حيث تنتشر غرب الخط “أ-1”.
تُدار الأراضي الواقعة شرق الخط “أ” من قبل سوريا، ويُسمح بعودة المدنيين السوريين إليها.
تُنشأ منطقة فصل بين الخطين “أ” و”ب” تخضع لإشراف قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.
تُنقل القوات السورية إلى شرق الخط “ب”.
تُقام منطقتان لتقييد الأسلحة والقوات، إحداهما غرب الخط “أ” والأخرى شرق الخط “ب”.
يتمتع كل طرف بحرّية العمل الجوي ضمن حدوده دون تدخل الطرف الآخر.
3. يتم إنشاء منطقة بين الخط “أ” والخط “أ-1″، تُمنع فيها أي تواجد عسكري.
4. يتم توقيع الاتفاقية في موعد أقصاه 31 مايو/ أيار 1974، على أن تبدأ عملية فضّ الاشتباك في غضون 24 ساعة، وتكتمل خلال 20 يومًا.
5. يتم تنفيذ ومراقبة الاتفاقية من قبل قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.
6. يُعاد جميع أسرى الحرب من الطرفين خلال 24 ساعة من توقيع الاتفاقية.
7. تُعاد جثامين الجنود من الجانبَين خلال 10 أيام من توقيع الاتفاقية في جنيف.
8. الاعتراف بالاتفاقية على أنها خطوة مؤقتة نحو سلام دائم، وليست اتفاقية سلام نهائي، بناءً على قرار مجلس الأمن رقم 338.
تفاصيل المنطقة العازلة
تمتد المنطقة العازلة بطول حوالي 80 كيلومترًا، وعرض يتراوح بين 500 متر و10 كيلومترات، بمساحة تقارب 235 كيلومترًا مربعًا. تقع المنطقة على طول “الخط البنفسجي”، وهو خط وقف إطلاق النار الذي يفصل بين مرتفعات الجولان وبقية سوريا. تحدها من الشمال حدود لبنان (الخط الأزرق)، وتبتعد عن حدود الأردن جنوبًا بمسافة كيلومتر واحد.
خرق الاتفاقية
شهدت الاتفاقية خروقات من جانب الاحتلال الإسرائيلي، من بينها في يوليو/ تموز 2018، حيث أسقط الاحتلال الإسرائيلي طائرة سورية من طراز سوخوي بعد اتهامها باختراق المجال الجوي الإسرائيلي، بينما أكدت دمشق أن الطائرة كانت تنفّذ مهام ضد تنظيم “داعش”. كما نفّذت “إسرائيل” ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية داخل سوريا، مدّعية أنها رد على إطلاق صواريخ أو طائرات مسيّرة باتجاه أراضيها.
إقرأ أيضا: إسرائيل تتوغل بمدينة البعث في القنيطرة.. وتنفذ اعتقالات
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2018، أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه البالغ إزاء هذه الخروقات، محذرًا من خطر اندلاع نزاع خطير في المنطقة نتيجة الانتهاكات المستمرة لاتفاقية فض الاشتباك، ودعا المجلس جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل ببنود الاتفاقية واحترام وقف إطلاق النار.
ادّعاء انتهاء الاتفاقية
في تصعيد خطير، ادّعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 8 ديسمبر/ كانون الأول، أن اتفاقية فصل القوات لعام 1974 بين سوريا و”إسرائيل” قد انهارت، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيطر على منطقة جبل الشيخ والمنطقة العازلة بالكامل. وأوضح نتنياهو، في كلمة مصورة قرب الحدود السورية، أن جنود النظام السابق تخلّوا عن مواقعهم، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى التوسع في المنطقة.