ما ضدّ الجمال؟ الجواب البديهي هو القبح لكن مع ما تفجر من فضائح في حفل ملكة جمال الكون يجعل الجواب الأبسط هو رجل الأعمال المكسيكي راؤول روشا كانتو، الشريك في ملكية ملكة جمال الكون. إذ إنه يُمثل كل أنواع الجرائم البشعة التي تؤذي الكوكب والقيم آخذًا من الجمال ومسابقة ملكة جمال الكون ستارة لأعمال قذرة يدفع ثمنها النساء والأطفال وكلّ فئات المجتمع.

قبل أيام كانت فضيحة الفضائح في مسابقة جمال الكون تتمثل باختيار الملكة والوصيفات قبل أيام من الحدث المنتظر عبر لجنة حكم رديفة سرية، أمّا اليوم فإنّ تكشف جذور الفضيحة يكشف الأخطر. فروشا الذي قبض ٤٠ مليون دولار من والد ملكة جمال المكسيك فاطمة بوش لتصبح ابنته ملكة جمال الكون لم تكن المسابقة وهدف الرشوة إلّا واجهة لعصابات تهريب وقود ومخدرات وأسلحة وتبييض أموال.

وفي المعلومات المؤكدة بالأحداث الحاصلة فإنّروشا الذي يشغل أيضًا منصب قنصل غواتيمالا في المكسيك تعتبره النيابة العامة المكسيكية (FGR) زعيمًا لمنظمة إجرامية تُهرّب الوقود عبر نهر أوسوماسينتا، وتنقله بالقوارب والشاحنات إلى ولاية كويريتارو.

ويقول المحققون إن الشبكة التابعة له تتورط أيضًا في تهريب الأسلحة من غواتيمالا، ويُعتقد أنها تزوّد جماعات إجرامية مثل كارتل خاليسكو الجديدة ولا أونيون دي تيبيتو بأسلحة تزيد الوضع تعقيدًا وخطرًا.

في السادس من آب، طلبت يازمين مايورال مارين وهي وكيلة في النيابة المتخصصة بالجريمة المنظمة إصدار مذكرة توقيف بحق روشا، متهمةً إياه بالضلوع في جرائم منظّمة مرتبطة بتهريب المخدرات والأسلحة.

وخلال مداهمات لعدد من المنازل، عثرت السلطات على سجلات مالية تربط روشا بالشبكة الإجرامية، بما في ذلك مساهمات بلغت 2.1 مليون بيزو. وتؤكد النيابة العامة في مذكرة التوقيف التي حصلت عليها ريفورما أن شبكة روشا تحتفظ بعلاقات مع سياسيين وسلطات على المستويات الحكومية الثلاثة لتنفيذ مهمتها المتعمدة، والتي تشمل بيع المحروقات والمخدرات والاتجار بكميات كبيرة من الأسلحة الحربية.

وحين عرف روشا أنّ إدانته باتت مسألة وقت فقط، حاول التقرب من السلطات القضائية لتمييع القضية لكنّ ألاعيبه لم تنجح.

وإن أردنا ربط الأحداث بالتسلسل الزمني، فإنّ أكثر فترات روشا اضطرابًا بعد بدء تكشف ما يخفيه كانت متزامنةً مع الرابع من تشرين الثاني حيث انسحبت عدة متسابقات من فعالية ما قبل المسابقة بعدما وجّه المسؤول التنفيذي ناوات إتساراغريسيل انتقادات علنية لملكة جمال المكسيك فاطمة بوش، التي فازت لاحقًا باللقب، بزعم رفضها المشاركة في جلسة تصوير ترويجية، ما دفع بروشا إلىفرض عقوبة على إتساراغريسيل، ومنعه من أي دور في المسابقة.

وبعدها وقبيل الحفل النهائي بأيام، أعلن الموسيقي عمر حرفوش استقالته من لجنة التحكيم، كاشفًا على وسائل التواصل أن منظمة ملكة جمال الكون شكّلت لجنة مرتجلة وسرية لاختيار 30 متأهلة قبل الجولة التمهيدية.

كما فضح حرفوش أن إحدى المتسابقات كانت على علاقة بأحد أعضاء لجنة الاختيار، وأنه طلب من روشا التحلي بالشفافية قبل أن يستقيل بعد رفض الأخير.

اليوم وبعدما انكشف روشا على حقيقته، صار الاسم الموازي له بالحدث هو عمر حرفوش الذي كشف التلاعب منذ البداية وحاول حماية المتسابقات وعدم تعريضهنّ لهذا الظلم والتهميش انسجامًا مع معايير المسابقة وقيم حرفوش نفسه. لكنّ ما حصل حصل واليوم حرفوش يعود إلى الواجهة على مواقع التواصل الاجتماعي بوصفه صوت الحق الوحيد الذي بادر لوضع حدّ للمهزلة الحاصلة.

وعلى إنستغرام، يصوّت المهتمون بالمسابقة وبإنصاف المشتركات عبر حساب عمر حرفوش حيث تنحصر المنافسة بين ملكة جمال الفلبين التي ما زالت في المقدمة وكل من ملكات جمال تايلاند وفنزويلا، تايلاند وساحل العاج. وبالأرقام وفقًا لآخر تدقيق حتى لحظة نشر هذا المقال فقد وصل عدد المشاركين بالتصويت إلى 35612948! وسط مطالبات جدية بإقالة روشا من ملكة جمال الكون اليوم قبل الغد حتى لا يرتبط اسم المشتركات وبلادهنّ بجرائم كتبييض الأموال والمخدرات والموت والتهريب، كما بإقالة ملكة جمال المكسيك عن عرش جمال الكون إنصافًا لكل امرأة تكافح بما تمتلكه من مؤهلات وخبرات من أجل الوصول والنجاح.