لايف ستايل
موقع كل يوم -في فن
نشر بتاريخ: ٥ كانون الأول ٢٠٢٥
ليلة 5 ديسمبر 2025 ... هذا التاريخ سيكون علامة فارقة في المشوار الفني للنجم المصري البريطاني أمير المصري بعد عرض فيلمه الجديد 'العملاق' Giant في افتتاح الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي.
غلى مدى ساعتين تقريبا اصطحبنا البريطاني من أصل هندي روان أثال كاتب ومخرج فيلم 'العملاق' في رحلة داخل نفس الملاكم الأشهر عالميا نسيم حميد، تسلل فيها إلى ما وراء مشاهد 'نسيم' على حلبة الملاكمة، كأحد أكثر الملاكمين ثقة بالنفس تصل لحد الغرور.
ولأن وراء كل قصة نجاح تفاصيل تظل 'مخبأة' بقصد أو دون قصد، كشف فيلم 'العملاق' وجها آخر للبطل العالمي الذي لم يعرف الهزيمة طوال مشواره الرياضي الاحترافي سوى مرة واحدة تقريبا.
أداء أمير المصري لشخصية 'البرنس' كما لقب الجمهور نسيم، جاء مبهرا وعميقا بعيدا عن مجرد تقليد هارجي، لم يبذل مخرج العمل مجهودا في تقريب ملامح أمير لبطل فيلمه، بقدر ما كان اهتمامه بتقريب روحه لروح 'البرنس نسيم'، ولا اخفي أن أداء أمير كان مفاجأة بالنسبة لي، خاصة أن إعداده للفيلم نفسيا وبدنيا لم يستغرق منه سوى 'أربعة أسابيع ونص' كما صرح قبل عرض الفيلم.
قدم أمير ببراعة شخصية نسيم العاشق للموسيقى والرقص منذ طفولته، لدرجة نقله من صالات الرقص إلى حلبة الملاكمة، واتخاذ الرقص أسلوبا قتاليا له 'ستايل' بشكل أصبح كابوسا على منافسيه.
النجم بيرس بروسنان تألق في دور استثنائي، يدعوا كتابنا وصناع إعلامنا في العالم العربي إلى إعادة النظر في خلطة صناعة الأفلام ويؤكد من جديد أن السينما لكل الأعمار، قدم بروسنان دور (بريندان إنجل) الملاكم المعتزل الذي يدير صالة خاصة لتدريب الملاكمة ويجمع فيها الهواة والأطفال مع الملاكمين المحترفين، في شيفيلد، تجمعه الصدفة بثلاثة اخوة من لأب وأم يمنيين يعيشان بانجلترا ويتعرضون جميعا لمضايقات عنصرية، يكون نسيم أحد هؤلاء الثلاثة.
موسيقى الفيلم ومؤثراته الصوتية كانا شريكا أساسيا ومكملا للحوار المنطوق، أكدا على كل كل موقف صعودا وهبوطا، وأكملا الجمل بين الأبطال بإصفاء إيحاءات تفسر -لمن يلتقطها- حالتهم الشعورية، ومن أبرز الأمثلة على نجاح المؤثرات الصوتية ما شاهدناه في مشهد غضب نسيم من مدربه وحوارهما معا في المصعد وتبادل الاتهامات والعبارات القاسية وهو المشهد الذي انتهى بصوت رنين فتح باب المصعد الذي يشبه جرس انتهاء جولة ملاكمة بين الشخصيتين.
سار أحدث الفيلم في خط سرد واحد رئيسي تجول في الزمن رجعوا وصعودا ... فأحداث الفيلم التي بدأت في 1997 عام فوز نسيم ببطولة العالم، ما لبثت أن عادت سريعا بعد مشهد التتويج 16 عاما إلى الوراء نلتقي بنسيم طفلا لم يتجاوز السادسة من عمره، وكانت هذه هي القفذة الوحيدة في الزمن، وسار الفيلم في تتابع زمني صاعد بعدها، حتى وصل إلى نقطة البداية مرة أخرى ثم تجاوزها إلى عام 2022.
بدون حرق لأحداث الفيلم، فإن 'العملاق' Giant يصلح أن يكون نموذجا لكيفية صناعة سيرة ذاتية فنيا، دون تفريط في حقائق ووقائع تاريخية وأيضا دون التفريط في حق صناعه في الخيال والإبداع والإضافة.




























