في أعقاب الإعلان عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى مصر ودول أخرى، يتصاعد الغضب والرفض بين المواطنين الذين واجهوا وصمدوا في وجه محاولات (إسرائيل) لتهجيرهم خلال حرب الإبادة الجماعية التي استمرت ١٦ شهرا.

وأظهرت آراء مواطنين من غزة دمر جيش الاحتلال منازلهم وارتقى عدد كبير من أفراد عوائلهم بنيران الاحتلال، إصرارًا قويًا على البقاء في أرضهم رغم الظروف الصعبة التي مروا بها خلال الحرب.

وعبر مواطنون في أحاديث منفصلة لصحيفة 'فلسطين' عن رفضهم القاطع لخطة ترامب للتهجير، وعدَّوا أنها محاولة لإنهاء القضية الفلسطينية وطمس حقوقهم التاريخية.

وأكد هؤلاء أنهم لن يتخلوا عن أرضهم، وأنهم مستعدون لمواجهة التحديات من أجل البقاء في وطنهم.

المواطن خالد بلاطة يقول: 'نحن لسنا سلعًا يتم نقلها من مكان إلى آخر، غزة أرضنا فيها ولدنا وعشنا ونحن مستعدون للموت هنا أيضًا'.

وكان بلاطة قد نزح وعائلته المكونة من ستة أفراد إلى خيمة في مركز للإيواء بعد أن دمر جيش الاحتلال منزله في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.

وأضاف: 'خطة ترامب هي جزء من محاولات متكررة لطمس هويتنا وتهجيرنا من أرضنا'، نعيش تحت الحصار منذ سنوات، ونواجه القصف والتدمير يوميًا، ولكن هذا لا يعني أننا سنترك بيوتنا'.

وتابع: 'نحن لسنا لاجئين في هذه الأرض بل نحن أصحابها، وسنبقى هنا حتى لو كلفنا ذلك حياتنا'.

أما سجر جمال، من سكان حي الدرج بمدينة غزة، وهي نازحة بخيمة في ملعب اليرموك الذي تحول إلى مركز لإيواء النازحين المدمرة منازلهم، تساءلت: كيف يتوقع الرئيس الأمريكي منا أن نترك بيوتنا ونذهب إلى مكان آخر رغم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي؟

وأضافت: 'هل يعتقدون أننا سننسى تاريخنا وحقوقنا بمجرد أن نغادر؟ أنا كامرأة فلسطينية، أرفض هذه الخطة تمامًا'.

وتابعت بنبرة مليئة بالإصرار: 'نحن نعيش في ظروف صعبة، ولكن هذا لا يعني أننا سنستسلم. أطفالي يعرفون أن هذه الأرض هي وطنهم، ولن نسمح لأحد أن يسرقها منا. التهجير ليس حلًا بل جريمة ضد الإنسانية'.

وأكدت أنها تمر بظروف صعبة وقاسية في مركز الإيواء الذي تقيم فيه وعدد كبير من المواطنين أصحاب البيوت المدمرة 'لكن هذا لا يعني بالنسبة لنا الاستسلام' وفق تأكيدها.

وخاطبت جمال الرئيس الأمريكي قائلة: لك دولتك وأنت حر في إدارة سياساتها، لكن ليس لك الحق أن تقرر بقاءنا في بلادنا أو تهجيرنا. نحن أصحاب هذه الأرض ولن نتخلى عنها'.

أما على الزين، الذي فقد منزله أيضًا في محافظة شمالي قطاع غزة، يبدي إصرارًا على البقاء في غزة ومواجهة المخططات الأمريكية والإسرائيلية.

وكان الزين فقد عددًا كبيرًا من أفراد عائلته إثر قصف استهدف منزل العائلة في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا، شمالاً، بينهم والده وأبنائه، فيما انتشلت فرق الإسعاف والدفاع المدني من نجا من الموت بأعجوبة، وهم يقيمون حاليًا في مركز لإيواء النازحين.

وقال: 'إننا عشنا سنوات طويلة تحت الحصار والقصف، لكن هذا لم يقتل إرادتنا'.

وأضاف 'خطة ترامب هي محاولة لإنهاء القضية الفلسطينية بطريقة غير عادلة، ونحن لسنا مستعدين للتخلي عن حلمنا بالحرية والعودة إلى أراضينا المحتلة'.

وشدد على أن 'غزة جزء من فلسطين، ولن نسمح لأحد بمسح هويتنا. الشباب هنا مستعدون للقتال من أجل حقوقهم، ولن نترك أرضنا مهما كانت التحديات'.