أعلن وزير المالية، محمد يسر برنية، أن صندوق النقد الدولي عيّن الاقتصادي الهولندي رون فان رودن رئيساً لبعثته في سوريا، بهدف تعزيز التعاون بين الجانبين.

وأوضح برنية أن هذا القرار جاء بناءً على طلب من الحكومة السورية، مؤكداً أن هذا التعيين 'يمثّل مرحلة متجددة من التعاون بين صندوق النقد الدولي وسوريا'.

وأضاف: 'سوريا حريصة على الاندماج في النظام المالي الدولي والتعاون مع المؤسسات المالية الدولية'، بحسب ما نقلت 'الإخبارية السورية'.

وفي سياق متصل، أشار برنية إلى أنه شارك ممثلاً لسوريا في الاجتماع الوزاري لمجموعة الأربع والعشرين (G24)، وذلك بعد انقطاع عن المشاركة في هذه الاجتماعات التي تُعقد في واشنطن منذ عام 2010.

وكان وزير المالية السوري، برفقة حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحُصرية، قد توجها يوم الأحد الماضي إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، بهدف تعزيز فرص إعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي.

وأكد برنية أن وفد سوريا يحمل معه حزمة واسعة من الاجتماعات واللقاءات الثنائية، معرباً عن أمله بأن تنعكس هذه الجهود خيراً على مسار عودة سوريا إلى المجتمع والنظام المالي الدوليين. كما أعرب عن أمله في أن توفر تلك اللقاءات فرصاً لدعم جهود إعادة إعمار سوريا، وبناء المؤسسات، وإرساء مقومات الاستقرار الاقتصادي والمالي، ووضع الاقتصاد السوري على مسار التعافي.

من هو رون فان رودن؟

رون فان رودن هو خبير اقتصادي هولندي بارز، شغل منصب مدير مساعد في إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، وكان يترأس بعثة الصندوق في الأردن قبل أن يُكلَّف بقيادة البعثة الخاصة بسوريا.

بدأ فان رودن مسيرته المهنية في صندوق النقد الدولي عام 1994، وكان قد عمل قبل ذلك في البنك المركزي الهولندي. وتمتد خبرته الواسعة إلى العديد من الاقتصادات الانتقالية، من العراق إلى أفغانستان، متعاملاً مع تحديات ما بعد النزاعات.

درس الاقتصاد في جامعة إيراسموس في روتردام، ومنذ ذلك الحين رسّخ مكانته كأحد أبرز وجوه صندوق النقد في الملفات المتعلقة بالإصلاحات الهيكلية والسياسات المالية في العالم العربي ووسط آسيا. ويُعرف بنهجه التعاوني مع الحكومات، وبقدرته على التفاوض في البيئات الاقتصادية الهشة والمعقدة.

ومنذ تعيينه رئيساً لبعثة صندوق النقد الدولي في الأردن، قاد فان رودن المفاوضات حول برنامج إصلاح اقتصادي جديد بقيمة 1.2 مليار دولار ضمن إطار 'تسهيل الصندوق الممتد' (EFF) لمدة أربع سنوات. وركّز البرنامج على تعزيز مرونة الاقتصاد الأردني، وتوفير الدعم المالي الضروري، وتحفيز النمو الشامل.

ولا يقتصر تأثير فان رودن على الأردن، بل يمتد إلى دول عدة كانت تمر بتحولات اقتصادية وسياسية كبرى؛ حيث قاد بعثة الصندوق في أوكرانيا وركّز هناك على دعم مكافحة الفساد، وساهم في أوزبكستان في دعم خصخصة المؤسسات، بينما شارك في مولدوفا بمعالجة إعادة هيكلة الشركات الحكومية ضمن بعثة متخصصة.