يعاني كثيرون من التعب المزمن، ضعف التركيز، تساقط الشعر، وشحوب البشرة، وغالباً ما تُفسَّر هذه الأعراض بأنّها نتيجة ضغوط الحياة اليومية.

غير أنّ الدراسات الحديثة تشير إلى أنّ هذه العلامات قد تدلّ إلى نقص في عناصر غذائية أساسية أو اضطرابات صحية داخلية، تستدعي تشخيصاً دقيقاً وتدخّلاً غذائياً مدروساً.

أسباب كامنة يجب عدم إغفالها

بحسب الأبحاث الصادرة عام 2025، فإنّ أبرز الأسباب الشائعة وراء هذه الأعراض تشمل:

- نقص الفيريتين (مخزون الحديد): قد يُسبِّب إرهاقاً شديداً وتساقطاً ملحوظاً في الشعر حتى لو كانت نسبة الهيموغلوبين طبيعية.

- نقص فيتامين B12 والفولات: يؤدّي إلى ضعف عام، خدر في الأطراف، واضطرابات في نمو الشعر.

- نقص فيتامين D: يرتبط مباشرة بالتعب وآلام العضلات واضطراب المزاج.

- قصور الغدة الدرقية: يُسبِّب تباطؤاً في عمليات الأيض، ما يؤدّي إلى إرهاق وتساقط الشعر وضعف في التركيز.

- نقص البروتين والسعرات: خصوصاً لدى مَن يتبعون أنظمة غذائية قاسية أو نباتية غير متوازنة.

- نقص الزنك والمغنيسيوم: يؤثر على الطاقة العصبية ونمو الشعر وقوة العضلات.

الفحوصات الموصى بها

في حال استمرار هذه الأعراض، يُنصح بإجراء تحاليل دم شاملة، منها: فيريتين، صورة دم كاملة، فيتامين B12، الفولات، فيتامين D، هرمونات الغدة الدرقية (TSH, T3, T4)، بالإضافة إلى الزنك، المغنيسيوم، ومؤشرات الالتهاب (ESR وCRP).

التغذية كخط دفاع وعلاج

تعتمد الوقاية والعلاج في آنٍ واحد على تغذية متوازنة تشمل:

- الحديد: من اللحوم، السبانخ، العدس، والدبس، مع تعزيز امتصاصه بفيتامين C.

- B12: من مصادر حيوانية، أو مكمّلات مدعّمة للنباتيِّين.

- الفولات: من الخضروات الورقية والبقوليات.

- فيتامين D: عبر التعرّض إلى الشمس أو مكمّلات تحت إشراف طبي.

- البروتين: من البيض، اللبن، اللحوم، والمكسرات.

- الزنك والمغنيسيوم: من اللحوم، البذور، الحبوب الكاملة، والشوكولا الداكنة.

نصائح يومية مفيدة

إبدأ اليوم بفطور غني بالبروتين، وتناول وجبات متوازنة وتجنّب الحميات القاسية، بالإضافة إلى مكسرات وبذور إلى النظام اليومي. وحضِّر سموثي يحتوي على الحديد والبروتين. ويجب إدراج وجبة لحوم حمراء أسبوعياً للنساء.

متى تستدعي الحالة المتابعة الطبية؟

إذا استمرّت الأعراض على رغم من تحسين التغذية، أو ظهرت علامات إضافية كخدر أو تغيّرات مزاجية أو تساقط مفرط في الشعر، يُنصح بمراجعة أخصائي تغذية أو طبيب، لتحديد السبب الدقيق وبدء العلاج المناسب.