اخبار لبنان
موقع كل يوم -المدن
نشر بتاريخ: ١٣ كانون الثاني ٢٠٢٥
انتهى يوم الاستشارات النيابيّة المُلزمة الطويل، بحصيلةٍ نهائيّة أفضت إلى تكليف القاضي نواف سلام برئاسة الحكومة الأولى لعهد الرئيس جوزاف عون بـ 85 صوتًا، مقابل 9 للرئيس نجيب ميقاتي، و34 لا تسمية. وعليه، أعلن المدير العام لرئاسة الجمهوريّة أنطوان شقير أن الرئيس جوزاف عون أجرى الاستشارات النيابيّة ونتيجة لها استدعى القاضي نواف سلام لتشكيل الحكومة وهو خارج لبنان ومن المقرّر أن يعود غدًا، من لاهاي.
أما اللافت، أنّه وبعيد لقائه بعون، خرج رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي من الاجتماع من دون أي تصريح.
الجولة الثانيّة للاستشارات
وكانت قد انطلقت الجولة الثانية والاخيرة من الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لتسمية الرئيس المكلف تأليف الحكومة، بعدما حصل الرئيس نجيب ميقاتي على 7 أصوات في جولة ما قبل الظهر، والقاضي نواف سلام على 12 صوتاً، فيما لم يسم نائبان أحداً. جولة تبدلّت معها المقاييس، فقلبت الدفة لصالح القاضي سلام، بعد الاعلان عن توجه كتلة 'اللقاء الديمقراطي' لتسميته في اللحظة الأخيرة، وكذلك تكتل 'لبنان القوي'، حُسم التكليف لصالح سلام. وأعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل باسم كتلة 'لبنان القوي' من قصر بعبدا، تسمية القاضي نواف سلام لرئاسة
الجولة الثانية من الاستشارات شهدت على بلبلة 'الثنائي الشيعي' الذي أراد تأجيل موعدهما إلى الغد لمزيد من التشاور، ليعود القصر الجمهورية ويعلن أن كتلتي 'الوفاء للمقاومة' و'التنمية والتحرير' عدلتا عن تأجيل موعد اللقاء مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
مواقف النواب
واستهل عون الجولة الثانية من الاستشارات النيابيّة باستقباله النائب ياسين ياسين، وقد أعلن الأخير عن تسميته للقاضي نواف سلام.
أما وزير الصناعة النائب جورج بوشكيان، فقال 'سميّت الرئيس نجيب ميقاتي لما يُمكن أنّ يُقدّمه للبنان'.
وأعلن النائب ميشال المرّ أنّه سمّى الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة الجديدة.
وسمّى 'تكتل الجمهورية القوية' القاضي سلام لتشكيل الحكومة. وقال النائب جورج عدوان: 'سميّنا نواف سلام والمطلوب منه أوّلاً تنفيذ خطاب القسم ونُصّر على أنّ يكون هذا الخطاب البيان الوزاريّ للحكومة'.
من جانبه، قال النائب كميل شمعون إنّ 'هناك فرصة ذهبية لا يمكن تفويتها من أجل بناء الوطن وتسيير الأمور'. وأضاف شمعون: 'إذا لم نتكاتف ولم نبدأ بورشة بناء البلد واستمرّينا بالمناكفات فلن نصل إلى أي مكان لذلك نضع يدنا بيدّ رئيس الجمهورية'.
موقف باسيل
وكذلك سمى 'تكتل لبنان القوي' القاضي سلام، وقال باسيل من قصر بعبدا: 'خيارنا يجب أنّ يكون مقبولاً من الجميع وتسمية سلام خيار للتفاهم وليس للتصادم'، وتابع 'نرى فيه وجها اصلاحيا، وتابعنا عن قرب مواقفه لجهة حماية لبنان من اسرائيل'. وأضاف باسيل :مثلما سميّنا سلام في المرّة السابقة أعدنا الكرّة هذه المرة مع اكتمال عناصر إيصاله إلى رئاسة الحكومة'، مشيرا إلى الامل في التغيير.
وقال باسيل: 'أبلغنا الرئيس عون أنّ موقعنا الطبيعي هو إلى جانب العهد وندعمه، واخترنا سلام لأنّه يستكمل رؤية الرئيس وخطابه كان عبارة عن أمل بالمستقبل وأي شيء من الماضي يشكّل خيبة أمل للعهد في انطلاقته'، موضحاً أنّ 'التيار بموقع مستقلّ ليس لديه حلفاء ولا أعداء، ونتعاطى بإيجابيّة ودعمنا لنواف سلام ليس في إطار النكد'.
وتابع باسيل: 'لا نقوم بخيار يُشكّل تحدياً لأحد إنّما بالتصويت هناك خاسر ورابح، وكما حصل في مجلس النواب ونظرنا إلى الغدّ على الجميع أن يقوم بالأمر عينه بما فيه خير البلد'.
وضمن الجولة الثانية، أعلنت كتلة 'اللقاء الديمقراطي' تسمية نواف سلام لرئاسة الحكومة. وقال النائب تيمور جنيلاط باسم الكتلة :' نتمنى له التوفيق في تشكيال الحكومة'.
كما وسمت كتلة' الاعتدال الوطنيّ' ومعها كتلة اللقاء التشاوريّ المستقل، نواف سلام لرئاسة الحكومة.
وبعد لقائهم بالرئيس عون، أعلنت كتلة الكتائب تسميتها لسلام، وبذلك يكون قد حصل سلام على 68 صوتًا، مقابل 9 أصوات فقط لنجيب ميقاتي.
وتمنى النائب ملحم طوق باسم 'التكتل الوطني' من قصر بعبدا 'على القاضي نواف سلام أن ينفتح على الجميع وأن يكون خيرًا لهذا البلد' من دون أن تسميه الكتلة لرئاسة الحكومة.
كما وسمت كتلة 'تحالف التغيير' وتضم النواب : وضاح الصادق، ميشال الدويهي ومارك ضو، ومعها كتلة 'نواب الأرمن'، وتضم النائبين : اغوب بقرادونيان وهاغوب ترزيان. القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة.
لحكومةٍ 'توافقيّة'
من جهتها، لم تسم كتلة 'الوفاء للمقاومة ' أي أحد لرئاسة الحكومة. تضم الكتلة النواب: محمد رعد، أمين شري، رامي أبو حمدان، ابراهيم الموسوي، حسين الحاج حسن، علي المقداد، إيهاب حماده، حسين جشي، حسن فضل الله، علي فياض، علي عمار، حسن عز الدين، رائد برو، ينال صلح، ملحم الحجيري. وقال رئيس الكتلة النائب محمد رعد : 'لقاؤنا مع رئيس الجمهورية كان من أجل الإعراب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية'. أضاف : 'مرة جديدة يكمن البعض من أجل التفكيك والتقسيم والإلغاء والاقصاء تعمدًا وكيديةً'.
وتابع :' خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية وكنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تغنت بذلك وإذ بها قطعت'. وأكد ان 'من حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية وأي حكومة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها'.وقال :' سنراقب ونمضي بكل هدوء وحكمة وسنرى أفعالهم من أجل إخراج المحتل من أرضنا واسترجاع الأسرى وإعادة الإعمار والتطبيق الصحيح للـ1701 بما يحفظ الوحدة الوطنية'.
هذا فيما لم تسم كتلة 'التنمية والتحرير' برئاسة الرئيس نبيه بري، احدًا من الاسماء المتداولة لتشكيل الحكومة.
ميقاتي مهنئًا سلام
إلى ذلك، وبعيد ظهور نتائج التصويت، صدر عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البيان الآتي:
'مع صدور نتائج الاستشارات النيابية التي اجراها فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع السادة النواب، فانني أجريت اتصالا برئيس الحكومة المكلّف الدكتور نواف سلام الموجود في لاهاي، وتمنيت له التوفيق في مهمته الجديدة بتشكيل حكومة تتلاقى مع المبادئ والاسس التي حددها فخامة الرئيس في خطاب القسم وتواكب تطلعات اللبنانيين التواقين الى استكمال مسيرة بناء الدولة وتعزيز سلطتها على كل الاراضي اللبنانية.
كما أتقدم بالشكر من السادة النواب الذين سمونّي او كانوا ابدوا رغبة بتسميتي ، مقدّرا ثقتهم،كما اشكر النوّاب الذين امتنعوا عن تسميتي لكونهم عبّروا عن نهج ديموقراطي نتمسك به مهما كانت الظروف.
في هذه المناسبة فإنني أتوجه أيضًا بالشكر الى جميع اللبنانيين الذين واكبوا العمل الذي قامت به حكومتنا منذ انطلاقتها وخصوصا في مرحلة تصريف الاعمال التي كانت حافلة بالتحديات الداخلية والخارجية وأهمها العدوان الاسرائيلي على لبنان وتداعياته السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية. وقد عملت حكومتنا في فترة قياسية على القيام بالمعالجات الطارئة ، كما وضعت الاسس الفعلية لعملية معالجة تداعيات هذا العدوان. واصبح للدولة امكانية مالية فقدتها منذ زمن طويل، اما بالنسبة للمشاريع الإصلاحية فلقد تم انجاز الكثير من مشاريع القوانين تمهيدًا لاقرارها في مجلس النواب .
كما عملت حكومتنا رغم هذه الظروف الصعبة على تسيير أمور الدولة وتأمين استمراريتها وسير عمل مؤسساتها.
كان قدري أن أقود هذا الوطن في أصعب أوقاته، عندما تردد الكثيرون في تحمل المسؤولية.
إلى شعبنا العزيز، أقدم أعمق مشاعر الامتنان. لقد كنتم دائمًا مصدر إلهامي وقوتي في كل خطوة اتخذتها. إرادتكم وإيمانكم بلبنان هو ما يجعلني واثقاً بمستقبلنا المشترك.
اعتمدت طوال الفترة التي توليت فيها رئاسة الحكومة نهج الوسطية الذي انتهجته طوال حياتي السياسية لقناعتي التامة بأن هذا البلد لا يحكم الا بالاعتدال والتوافق، بعيدا عن الاقصاء والتشفي .وقد اثبتت كل التجارب الماضية أن لا بديل عن التوافق، وان نهج التحدي ادى الى اضاعة الكثير من الفرص الانقاذية. وكلي أمل ان تكون المرحلة الجديدة انقاذية بكل معنى الكلمة وان تحمل للبنانيين الخير والسلام وراحة البال.
صحيح أن التحديات التي تواجهنا كبيرة، لكن إرادة شعبنا أقوى، ووحدتنا وقدرتنا على الصمود هما خلاصنا. كما تجاوزنا الحروب والأزمات معًا، سننهض معًا من جديد.