رغم تفاقم المجاعة في قطاع غزة، عادت دول لإلقاء مساعدات عبر المظلات من الجو، في مشهد يعد إجراء استعراضي عقيم لا يلبي أدنى حاجات الجياع، وفق منظمات معنية ومواطنين.

وأعرب عدد كبير من أهالي القطاع عن رفضهم لهذا الشكل من التوزيع غير المنظم، مؤكدين أن المساعدات تسقط بشكل عشوائي فوق مناطق خطرة أو مأهولة، ما يتسبب بإصابات أحياناً أو ضياع المساعدات في البحر أو بين الركام.

وأكدت منظمات حقوقية أن طريقة الإلقاء الجوي تفشل في ضمان وصول المساعدات للفئات الأشد حاجة، مثل الأطفال، المرضى، وكبار السن، بل تخلق فوضى واقتتالاً أحياناً بين من يتمكن من الوصول إليها، كما أنها تتجاهل البعد الكرامي والإنساني للناس الذين يجبرون على الركض خلف المساعدات في مشهد مذل.

وقال مواطنون في احاديث لصحيفة 'فلسطين': 'نحن بحاجة إلى ممرات آمنة وشاحنات منظمة، لا إلى فتات يسقط من الجو فوق الموت والركام'.

يقول احمد القدرة: 'هذه الوسائل تستخدم كأداة ترويج سياسي من بعض الدول لإظهار دور إنساني شكلي، في حين أن نفس الدول تمتنع عن الضغط الجدي لإدخال المساعدات عبر المعابر بشكل منتظم وآمن.

واضاف القدرة لصحيفة 'فلسطين' 'الدول التي ترمي المساعدات من الجو، قادرة على إدخالها براً لو توفرت الإرادة السياسية'.

وأوضح ان إلقاء المساعدات عبر المظلات لا يمثل حلاً حقيقياً، بل يعكس الفشل الدولي في التعامل الجاد مع كارثة غزة، ويكرس سياسة الإذلال الجماعي بدل تقديم الإغاثة الكريمة والفعالة.

كذلك أكد  محمد الطبش أن السبيل الوحيد المنطقي هو فتح المعابر وتوزيع المساعدات ضمن نظام واضح وعادل يحفظ كرامة المجوعين.

وقال الطبش في حديثه لصحيفة 'فلسطين': 'المظلات التي يتم رميها من الجو حتى لو كانت من عشرة طائرات فهي قليلة جدا مقارنة بشاحنة واحدة تدخل من المعابر وتصل المخازن بأمان'.

وأوضح ان الاحتلال يتعمد اذلال الناس من خلال إلقاء المظلات فوق خيامهم وقتلهم وهم داخلها.

واشار إلى ان الاحتلال كما هو واضح لديه خطة لاستمرار المجاعة وارسال الفتات من المساعدات وتضليل الرأي العام الدولي حول ما يحدث.

ووصف النازح في المواصي خالد عودة إلقاء المساعدات عبر المظلات بالأذلال المقصود من قبل الاحتلال والدول المشاركة فيه.

وقال عودة في حديثه لصحيفة 'فلسطين': ' هؤلاء يريدون الحصول على الصور الكاذبة امام العالم وتبرير المجاعة وموت الأطفال جوعا'.

واضاف 'ولا مرة حصلت على مساعدة عن طريق المظلات لأنها خطيرة وتهدد حياتنا وفيها مذلة'.

ولفت إلى ان طريق ادخال المساعدات بطريقة تحفظ كرامة الناس معروفة ولكن الاحتلال وشركاؤه لا يريدون ذلك.