رام الله- معا- عقدت قيادة القوى الوطنية والإسلامية اجتماعاً قيادياً لبحث جرائم الاحتلال المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، وما يواجهه من تجويع وقتل وتدمير. كما ناقش الاجتماع الأوضاع الداخلية من حصار وهدم للمخيمات وجرائم المستوطنين، مؤكدين على ضرورة إنقاذ وحماية الشعب والتمسك بالصمود والمقاومة من أجل الحرية والاستقلال.

إدانة حرب الإبادة في غزة والمطالبة بوقف فوري للحصار

أكدت القوى أن عدوان الاحتلال وجرائمه مستمرة في قطاع غزة، وتتجسد في حرب الإبادة والقتل والتدمير والحصار، ومنع وصول المواد الأساسية بهدف تجويع السكان، وخاصة الأطفال والنساء والمدنيين. وأشارت إلى أن ما يسمى بالمراكز الأمريكية الاحتلالية لتوزيع المساعدات تشهد قتل واستهداف أبناء الشعب، مما أدى إلى استشهاد ما يقارب الألف شهيد وآلاف الجرحى. وحملت القوى الولايات المتحدة المسؤولية عن شراكتها ودعمها لهذه الجرائم، وانتقدت عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف لوقف هذه الحرب الإجرامية المستمرة منذ أكثر من 21 شهراً.

طالبت القوى الدول العربية والإسلامية وعواصم المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف التجويع والقتل والتدمير في غزة، ووقف حرب الإبادة، وفك الحصار، وفتح جميع المعابر، وإدخال المواد الأساسية، وتوزيعها من خلال مؤسسات الأمم المتحدة، وخاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).

جرائم الاحتلال في الضفة والقدس والتصدي لإرهاب المستوطنين

كما أكدت القوى أن جرائم الاحتلال تتصاعد في محافظات الضفة والقدس، ضمن إطار حرب الإبادة المستمرة. وتشمل هذه الجرائم الحصار وتقطيع أوصال المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وهدم المخيمات وطرد سكانها، والإعدامات الميدانية. بالإضافة إلى ذلك، تستمر جرائم المستوطنين وإرهابهم ضد أبناء الشعب في البلدات القريبة من المستعمرات، وتنفيذ سياسة القتل، كما حدث مؤخراً باستشهاد شهيدين في بلدة سنجل من المزرعة الشرقية.

حذرت القوى من خطورة مصادرة الأراضي، وطرد التجمعات الرعوية، وقتل المواشي، وتحويل الأراضي إلى مناطق رعوية للمستوطنين، وخاصة في مسافر يطا وصولاً إلى الأغوار الشمالية. ودعت إلى تضافر كل الجهود لتعزيز الوحدة الوطنية والصمود على الأرض، ومشاركة الجميع في لجان الحماية والحراسة للدفاع عن الأرض وأبناء الشعب من هذا الإرهاب والجرائم.

الاعتداءات على المقدسات ومطالبة بمحاكمة الاحتلال

أدانت القوى الاعتداءات المتواصلة على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وخاصة الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات السيطرة على الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل من خلال لجنة استيطانية لإدارة الحرم. كما أشارت إلى الاعتداءات على الكنائس ومنع المصلين من الوصول، وجريمة قصف المساجد والكنائس في قطاع غزة بشكل متعمد. وطالبت بمحاسبة الاحتلال وفرض العقوبات عليه، ومحاكمته أمام المحاكم الدولية، وخاصة المحكمة الجنائية الدولية، لمحاكمة مجرمي الحرب.

دعوة للمشاركة في اليوم العالمي لإسناد الأسرى ونصرة غزة

دعت القوى ومؤسسات الأسرى إلى أوسع مشاركة في اليوم العالمي لإسناد الأسرى والمعتقلين الأبطال ونصرة غزة، ورفض حرب الإبادة، ومواجهة الاستعمار الاستيطاني وهدم المخيمات والجرائم المتصاعدة. وستجري الفعاليات يوم الأحد، الثالث من آب القادم، في محافظات الوطن، ومخيمات اللجوء والشتات، وفي العديد من عواصم العالم بمشاركة المتضامنين والأحرار الذين يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه من أجل حريته واستقلاله، وقيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين.

تهنئة لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني

في الختام، توجهت القوى بالتهنئة إلى الرفاق في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بمناسبة حلول الذكرى الثامنة والخمسين للانطلاقة المجيدة. وأكدت على دورهم النضالي والكفاحي منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وعلى كونهم تنظيماً أساسياً في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مشيدين بموقفهم النضالي والوحدوي، ومستذكرين عطاءهم وشهدائهم وأسراهم والمؤسسين الأوائل، وفي مقدمتهم الشهيد د. سمير غوشة الأمين العام السابق للجبهة وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.