اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أشارت صحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيليّة، في افتتاحيّتها بعنوان 'على إسرائيل أن تستغلّ الفرصة لفتح علاقات مع لبنان وسوريا لمواجهة حزب الله'، إلى أنّ 'إسرائيل تجد نفسها في لحظة مفصليّة. فعلى مدار 77 عامًا من وجودها، كان لبنان وسوريا عدوَّين لها. وكانت الحدود الشّماليّة لإسرائيل منطقة من عدم الاستقرار الشّديد، حيث يُسيطر 'حزب الله' على جنوب لبنان، بينما كانت سوريا تحت مظلّة نظام الأسد، في حالة حرب مع إسرائيل، وتشكّل أيضًا ممرًا لطموحات إيران الإقليميّة'.
ولفتت إلى أنّه 'لكن اليوم، وبعد مرور ما يقرب من عام على اتفاق وقف إطلاق النّار الّذي أنهى صراع العام الماضي مع 'حزب الله'، لا تزال أمام الدّولة اليهوديّة فرصةً غير مسبوقة'، مبيّنةً أنّ 'الخصمَين يرسلان إشارات تُظهر انفتاحًا على علاقة مختلفة مع إسرائيل، ومن الضروري أن تغتنم إسرائيل هذه الفرصة بكلتا يديها'.
وركّزت الصّحيفة على أنّ 'التطوّرات الأخيرة ترسم صورةً لتحرّك إقليمي دراماتيكي. فيوم الخميس الماضي، أعلن رئيس الوزراء اللّبناني نواف سلام علنًا استعداد بلاده للتعاون مع إسرائيل في تقليص نفوذ 'حزب الله'، بل وطلب مساعدة أميركيّة في المفاوضات، وقال سلام 'أكرّر العرض نفسه بالاستعداد للتفاوض مع إسرائيل'.
وذكرت أنّ 'في اليوم التالي، عزّز الرّئيس اللّبناني جوزاف عون هذه الرّسالة، معلنًا استعداد بيروت للتفاوض على وقف الضّربات الإسرائيليّة، مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من خمسة مواقع عسكريّة داخل الأراضي اللّبنانيّة، مع استعداد القوّات المسلّحة اللّبنانيّة للانتشار في مكانها'.
كما زعمت أنّ 'لعقود، كان لبنان النّموذج الأبرز لعدم الاستقرار في الشّرق الأوسط. وقد سمح ذلك لـ'حزب الله' بملء الفراغ وكسب قلوب وعقول السكان الشّباب'، معتبرةً أنّ 'مناقشة قادة البلاد علنًا التعاون ضدّ 'حزب الله'، تُمثّل تحوّلًا هائلًا في الدّيناميكيّات السّياسيّة الدّاخليّة في لبنان. فالحزب الّذي كان يعمل في السّابق كدولة داخل الدّولة لا تُمسّ، وتُجرّ البلاد إلى صراعات تخدم المصالح الإيرانيّة، يواجه الآن إضعاف سلطته من قِبَل الحكومة'.
وأوضحت الصّحيفة أنّ 'الخسائر الكبيرة الّتي تكبّدها 'حزب الله' في قيادته والمقاتلين النّخبة خلال حرب العام الماضي مع إسرائيل، أضعفت بوضوح موقعه الدّاخلي، ممّا أتاح للحكومة الشّرعيّة مساحةً لإعادة تأكيد سيادتها'.
إلى ذلك، أكّدت أنّ 'زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المفاجِئة إلى جنوب سوريا يوم الأربعاء الماضي، تُعدّ علامةً أخرى على أنّ الأمور قد تتغير. فقد تجوّل نتانياهو في مواقع الجيش الإسرائيلي برفقة وزير الدّفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وكبار المسؤولين، مرسلًا إشارةً واضحةً لا لبس فيها، حول عزيمة إسرائيل على تشكيل البيئة الأمنيّة على طول حدودها الشّماليّة'.
وأضافت أنّه 'في حين أدانت دمشق، كما كان متوقّعًا، الزّيارة باعتبارها انتهاكًا للسّيادة السّوريّة، تكشف تصريحات نتانياهو اللّاحقة لمجلس الوزراء الأمني يوم الجمعة الماضية، عن مدى حساسيّة الوضع الإسرائيلي'، مشيرةً إلى أنّ 'الرّئيس السّوري أحمد الشرع عاد من اجتماع مع الرّئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث تمّت الإشادة به على أنّه مستقبل سوريا، في حين تمّ تجاهل دوره السّابق كإرهابي في تنظيم القاعدة'.
ولفتت 'جيروزاليم بوست' إلى أنّ 'نتانياهو اتهم الشّرع بالتصرّف بشكل غير عقلاني منذ لقائه ترامب، مشيرًا إلى أنّ الشّرع 'عاد منتفخًا'. من واشنطن'، مشدّدةً على أنّ 'الدّيناميكيّة الثّلاثيّة بين إسرائيل ولبنان وسوريا، تطرح فرصًا وتحدّيات في آنٍ واحد'.
وأفادت بأنّ 'إسرائيل تُواصل عمليّاتها العسكريّة ضدّ بنية 'حزب الله' التحتية، مُستهدفةً منصّات إطلاق الصّواريخ ومنشآت الأسلحة في جنوب لبنان وسهل البقاع. وقد فشل 'حزب الله' في نزع السّلاح أو الاندماج ضمن الدولة اللبنانية، كما هو مطلوب'.
وتابعت أنّه 'لا يمكن لهذا الوضع الرّاهن غير المستدام أن يستمرّ إلى الأبد، وحقيقة أنّ حتى اللّبنانيّين أنفسهم بدأوا يسأمون من 'حزب الله' بشكل علني، ينبغي أن يعطي إسرائيل زخمًا'، مركّزةً على أنّ 'استعداد لبنان للتفاوض يُتيح مسارًا للمضي قدمًا. وقد أشار سلام بشكل صحيح، إلى اتفاق الحدود البحريّة النّاجح الّذي تمّ بوساطة أميركيّة قبل عامين كنموذج، ويكفي النّظر إلى نقطة التحوّل في حرب غزة'.











































































