في الآونة الأخيرة، أثارت صور الأقمار الاصطناعية التي تمّ الحصول عليها من قبل وسائل الإعلام العالمية، بما في ذلك شبكة 'فوكس نيوز'، مخاوف جديدة بشأن الأنشطة النووية الإيرانية. وتشير هذه الصور إلى وجود منشأة نووية غير معلنة تُعرف باسم 'موقع قوس قزح'، تقع في محافظة سمنان الإيرانية. ويمتدّ هذا الموقع على مساحة تقدّر بحوالي 2500 فدان، ويُزعم أنّه يعمل منذ أكثر من عقدٍ تحت غطاء شركة لإنتاج المواد الكيميائية تُعرف باسم 'ديبا إينرجي سيبا'.

تفاصيل المنشأة وأهدافها

تعتبر المنشأة جزءًا من مشروع سري يُعتقد أنّه يهدف إلى تطوير أسلحة نووية متطورة. ووفقًا لمصادر 'المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية'، فإنّ المهمّة الأساسيّة لهذا الموقع هي استخراج مادة 'التريتيوم'، وهو نظيرٌ مشعٌ يُستخدم بشكلٍ رئيسيّ في تعزيز قدرة الأسلحة النووية. وتُعدّ التريتيوم مادة ليس لها استخدامات تجارية أو سلمية تذكر، مما يثير شكوكًا إضافيةً بشأن ادعاءات إيران بأنّ برنامجها النووي يهدف لأغراض مدنية فقط.

السياق السياسي والمفاوضات

وتأتي هذه المعلومات في وقتٍ حسّاسٍ حيث تجري المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أنّ الولايات المتحدة لم تتخذ قرارًا نهائيًا بشأن السماح لإيران ببرنامج تخصيب نووي، ممّا يعكس حالةً من عدم اليقين حول مستقبل العلاقات بين الطرفيْن. وفي الوقت نفسِه، أعرب مسؤولون أميركيون عن تفاؤلهم بشأن سير المحادثات على الرَّغم من الكشف عن هذه المنشأة.

نفي إيراني

ونفى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، صحّة الصور التي نُشرت أمس بشأن العثور على منشأة نووية غير معروفة شمال إيران.

وقال عراقجي في تغريدة عبر منصة 'إكس'، اليوم الجمعة: 'مع استئناف المحادثات بين إيران والولايات المتحدة يتمّ نشر المزيد من (صور) الأقمار الاصطناعية لإثارة المخاوف'.

كما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالسعي لتعطيل المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، قائلًا: 'لم يعد لديه أي مصداقية وهو يواصل الآن مساعيه لفرض إملاءاته على ترامب'.

وأضاف أنّ 'الصور الفضائية المُثيرة للقلق تُنشر بشكل روتيني، كما لو كانت جزءًا من عقارب ساعة كلّما اقترب موعد استئناف الحوار النووي'.

كما أعاد عراقجي نشر تغريدةٍ قديمةٍ له مؤرّخة في 24 نيسان الماضي، وسط تقارير عن تحصين بلاده منشأة نووية جديدة جنوب 'نطنز'، حذّر فيها من عرقلة إسرائيل للمحادثات النووية الجارية مع الولايات المتحدة.

تداعيات الكشف على الأمن الإقليمي والدولي

يحمل الكشف عن مشروع 'قوس قزح' تداعياتٍ عميقةً على الأمن الإقليمي والدولي. وإذا ثبت أنّ إيران تعمل على تطوير أسلحة نووية، فإنّ ذلك يمثل انتهاكًا صارخًا لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) ويزيد من القلق الدولي بشأن استقرار المنطقة.

كما يمكن أن يؤدّي هذا الوضع إلى تصعيد العقوبات أو حتّى العمليات العسكرية ضدّ إيران إذا استمرّت في تجاهل المطالب الدولية بالتفتيش والمراقبة.

إنّ الكشف عن منشأة 'قوس قزح' السرّية يعكس التحديات المستمرة التي تواجه المجتمع الدولي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. ويتطلّب الأمر اتخاذ إجراءاتٍ عاجلةٍ لضمان عدم تحوّل هذا التهديد إلى واقعٍ ملموسٍ، ممّا يستدعي تعاونًا دوليًا فعالًا وتفتيشًا دقيقًا للمنشآت النووية الإيرانية.