حصلت معصرة الذهب الأخضر في جنين على شهادة الجودة الفلسطينية الخاصة بعمليات عصر الزيتون، الصادرة عن مؤسسة المواصفات والمقاييس، لتكون أول معصرة فلسطينية تنجح في اجتياز جميع مراحل التقييم والتدقيق وفق المواصفة الوطنية، بما يشمل الاستلام، العصر، التخزين، والتعبئة.

وقال صاحب المعصرة أحمد الحاج حسن، إن تأسيس المعصرة عام 2020 جاء بهدف الارتقاء بقطاع زيت الزيتون الفلسطيني الذي يشكل أحد أهم المنتجات الزراعية في البلاد، مشيرًا إلى أن أكثر من 40% من الأراضي الزراعية في فلسطين مزروعة بالزيتون، لكن القيمة الاقتصادية للمنتج ما تزال متدنية مقارنة بسمعته العالمية.

وأوضح الحاج حسن في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن المعصرة تبنت منذ تأسيسها معايير عالمية في خطوط الإنتاج والتعبئة والتخزين، إضافة إلى تطبيق تقنية العصر البارد دون إضافة المياه، ما يساهم في خفض نسبة الحموضة ورفع مستوى مضادات الأكسدة، وبالتالي إطالة عمر الزيت والحفاظ على قيمته الغذائية.

شهادات متعددة وجودة مضمونة

وأشار الحاج حسن إلى أن المعصرة حصلت خلال العامين الأخيرين على عدة شهادات دولية ووطنية، أبرزها:شهادة ISO 22000 لنظم سلامة الغذاء،شهادة الحلال المعتمدة،وأخيرًا شهادة المواصفة الفلسطينية الخاصة بعمليات العصر.

وأكد أن هذه الشهادات لا تتعلق فقط بجودة المنتج النهائي، بل تتطلب التزامًا صارمًا بإجراءات العمل، وسلامة العمال، ونظافة المنشأة، وتقنيات التخزين، وتوثيق مصدر الزيتون لضمان أصله الفلسطيني، في ظل انتشار زيت يُسوَّق دوليًا على أنه زيتون فلسطيني رغم أن مصدره ليس كذلك.

معصرة صديقة للبيئة

وبيّن الحاج حسن أن المعصرة تعتمد تكنولوجيا حديثة لا تنتج المياه العادمة السوداء المعروفة بتأثيرها السلبي على البيئة، والتي تكلف السلطة الفلسطينية مبالغ كبيرة عند معالجتها في المحطات التي يسيطر عليها الاحتلال.

وأضاف: “الفرق ليس في تكلفة الإنشاء، بل في طريقة التصميم والالتزام بالمعايير منذ البداية، وهذا ما وفر علينا لاحقًا تعديلات مكلفة عند التوجه للحصول على شهادات الجودة”.

دعم للمزارعين ونشر للمعرفة

وتوفر المعصرة خدمات إرشادية للمزارعين، مثل فحص جودة الزيت وتقديم نصائح حول أفضل طرق القطف والنقل والتخزين، إضافة إلى نشر محتوى توعوي عبر منصاتها الرقمية بالتعاون مع مختصين في قطاع الزيتون.

وأوضح الحاج حسن أن المزارعين باتوا أكثر اهتمامًا بمعرفة تفاصيل جودة منتجاتهم وسبل تحسينها، مشيرًا إلى أن مئات المزارعين من جنين وشمال الضفة يستفيدون من خدمات المعصرة، رغم صعوبات التنقل وارتفاع تكاليف النقل.

خدمة لقطاع التصدير أيضًا

وأكد أن معصرة الذهب الأخضر تعمل أيضًا كـ 'خط أبيض' يقدم خدمات إنتاج وتعبئة وتغليف لشركات التصدير الفلسطينية، بما يشمل شهادات المنشأ والرقابة الصحية، الأمر الذي يسهل دخول زيت الزيتون الفلسطيني إلى أسواق خارجية تتطلب معايير عالية.

وختم الحاج حسن بأن نجاح المعصرة يأتي نتاج رؤية طويلة الأمد تقوم على التخطيط والاستماع لخبراء التصميم والجودة، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين المعاصر الفلسطينية للارتقاء بالقطاع ككل.