خاص | العام الدراسي الجديد.. طلاب بدون كُتب وشُعب مكتظة بالطلاب في حمص

تستمر معاناة الطلاب ضمن قرى وأحياء محافظة حمص على الرغم من فرض قوات سلطة الأسد سيطرتها المطلقة على المنطقة منذ ما يقارب الخمسة أعوام على التوالي.

وقال مراسل 'حلب اليوم' في حمص إن عشرات الطلاب اشتكوا من فقدان الكتب المدرسية بفئاتها الثلاث (الابتدائية والإعدادية والثانوية على حدّ سواء) الأمر الذي أجبر ذويهم على البدء برحلة البحث عن كُتب مستعملة وشرائها لأبنائهم بأسعار تخطت في بعض الأحيان حاجز الـ 150-200 ألف ليرة سورية.

ووجّه معلمو المرحلة الابتدائية طلابهم بتشارك المعلومات بين الطلاب من كتاب واحد بعدما عجزت مديرية التربية عن توفير العدد المطلوب من الكتب المدرسية، وسط غياب أي اهتمام من قبلها بتأمين مستلزمات المدراس أو حتى العمل على ترميم وإصلاح ما تم تدميره على يد قوات اﻷسد في أحياء حمص القديمة وقرى وبلدات الريف الشمالي.

وأكد المدرس 'حسان.ك' في مدرسة العسقلاني بحي الخالدية أن اكتظاظ الشعب الصفية بأعداد غفيرة من الطلاب الذين تجاوز عددهم داخل بعض المدارس الـ 50 طالباً يخلق عقبة جديدة أمام الطلاب والمدرسين على حدّ سواء، وسط غياب أي رؤية لتحسن الوضع التعليمي ضمن مدارس الأحياء التي دمرت بسبب آلة الحرب من جهة بحق المدارس وقيام الفرقة الرابعة بهدم العشرات منها من جهة أخرى بهدف استخراج حديد أسقفها وبيعه لصالح ضباطها.

وأضاف المدرس أن بقايا دمار المدارس ما تزال قائمة لغاية الآن ضمن مدن الرستن وتلبيسة بريف حمص الشمالي فضلاً عن أحياء الخالدية وجورة الشياح ووادي السايح داخل مدينة حمص، وسط امتناع مديرية التربية عن عملية الترميم بحجة عدم وجود مخصصات مالية ضمن الموازنة المالية تزامناً مع عدم اعتراضها على القرارات المتخذة من قبل الفرقة الرابعة على الرغم من تأكيد مصادر محلية إمكانية إعادتها للخدمة.

وفي ظل التدهور الكبير الذي يشهده القطاع التعليمي ضمن مناطق سيطرة الأسد يتمسّك القائمون على تسيير شؤون بإجبار ذوي الطلاب على دفع مبالغ مالية قيمتها 10 آلاف ليرة عن كلّ منهم تحت مسمى (تعاون ونشاط) الأمر الذي أثار موجة استياء من قبل الأهالي الذين أكدوا غياب أي خدمات عن المدارس مطالبين بتوفير أدنى تلك الخدمات المتمثلة بمياه الشرب ودورات المياه للطلاب.

تجدر الإشارة إلى أن تدهور القطاع التعليمي داخل مدينة حمص دفع بعدد من أولياء أمور الطلاب (المقتدرين مالياً) للبحث عن مدارس خاصة للتسجيل لأبنائهم من أجل ضمان تعلّمهم في ظل غياب الكفاءات من المدرسين الذين فضلوا الخروج من البلاد نظراً للوضع الأمني والمالي على حدّ سواء، الأمر الذي جعل من التعليم حكراً على ميسوري الحال وفقاً لمصادر محلية من مدينة حمص.