اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ١٠ كانون الأول ٢٠٢٥
في كل مرة يُذكر فيها طريق الحسكة-دير الزور، تطفو على السطح قصص المآسي والألم. هذا الطريق، الذي يُفترض أن يكون شريان حياة يربط بين محافظتي دير الزور والحسكة، تحول إلى 'طريق الموت' بسبب تكرار الحوادث المرورية المروعة التي تودي بأرواح العشرات سنويًا.
طريق مختصر.. لكن باهظ الثمن
يبلغ طول الطريق أكثر من ١٠٠ كيلومتر، وهو مختصر للمسافة بين المحافظتين بحوالي 40 كيلومترًا مقارنة بالطريق القديم. يتألف من قسمين، الأول يبدأ من الجسر الكبير على نهر الفرات وحتى مدخل المدينة الصناعية، بطول 10.5 كيلومترات وعرض 24.60 مترًا. لكن هذه المواصفات التقنية لا تنقذ أرواح الناس.
ففي الثاني من أيلول 2025، تحول هذا الطريق إلى جحيم حقيقي، عندما اصطدمت حافلة بصهريج نفط بالقرب من قرية الخربة، مما أدى إلى اشتعال النار ومقتل 13 شخصًا وإصابة 5 آخرين. لم يكن هذا الحادث الأول، ولن يكون الأخير.
أكاديميون بين الضحايا
في 15 تشرين الأول 2025، لقي ثلاثة أكاديميين مصرعهم وأصيب اثنان آخران في حادث سير بالقرب من جسر الـ47. كانوا عائدين إلى الحسكة بعد حضور حفل تكريم طلاب في دير الزور. من بين الضحايا: عميد كلية الحقوق محمد خضر الجاسم، عميد كلية الهندسة المدنية ناجي خميس الفرج، وعضو الهيئة التدريسية في كلية العلوم محمود الرمدان. أما المصابان، فقد كانا عميد كلية الاقتصاد حسين الضعيف، وعميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية رحمة أحمد.
وفي ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٥ توفي شابان عند المعامل قرب دير الزور بسبب حادث لسيارة فانع وأصيب آخرون حيث أن الموت يحصد المزيد من الأرواح
هذه الحوادث ليست مجرد أرقام، بل قصص بشرية مؤلمة. كل ضحية كانت لها أحلام، عائلة، وطموحات. لكن الطريق لم يرحم أحدًا.
أسباب متكررة.. وحلول غائبة
تعود معظم الحوادث على هذا الطريق إلى:
-السرعة الزائدة : حيث يتجاهل العديد من السائقين حدود السرعة الآمنة.
وضعف البنية التحتية الطريق يعاني من تشققات وفتحات، مما يزيد من خطر الحوادث.
وكذلك غياب التنظيم المروري : عدم وجود إشارات مرورية كافية أو نقاط تفتيش لتطبيق القوانين.
والظروف الجوية : ارتفاع درجات الحرارة في الصيف يؤثر على تركيز السائقين ويؤدي إلى تعطل المركبات، خاصة الإطارات والمكابح.
من المسؤول؟
مع كل حادث، تثار التساؤلات: من المسؤول عن هذه المآسي؟ لماذا لا يتم اتخاذ إجراءات جادة لتحسين الطريق؟ لماذا لا يتم تطبيق قوانين المرور بصرامة؟
السلطات المحلية تدعي أنها تعمل على تحسين الطريق، لكن الواقع يقول غير ذلك. كل يوم يمر دون حلول حقيقية يعني المزيد من الضحايا.
ومن هنا نوجه نداء لإنقاذ الأرواح
لا يمكن الاستمرار في تجاهل هذه المأساة. هناك حاجة ماسة إلى:
تطبيق قوانين المرور : فرض عقوبات صارمة على مخالفات السرعة والتجاوزات الخطيرة.
وتحسين البنية التحتية : إصلاح الطريق وتوفير إشارات مرورية واضحة.
وتوعية السائقين : حملات توعوية حول مخاطر السرعة الزائدة وأهمية الصيانة الدورية للمركبات.
طريق الحسكة- دير الزور ليس مجرد طريق، بل شريان حياة يجب حمايته. كل يوم يمر دون عمل هو يوم آخر قد يفقد فيه شخص عزيز حياته.
هل سننتظر حادثًا آخر لنستيقظ؟
حجي المسواط




































































