اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢٥
أكّد أنس جراصيني، مدير التسويق في شركة الشهبندر للتجارة والصناعة، أن عودة رجال الأعمال السوريين إلى بلدهم تمثل بداية حقيقية لمرحلة استثمارية جديدة،
وأشار إلى عودته الأولى إلى سوريا بعد التحرير،وتعبّر هذه العودة عن ارتباطهم العميق بالوطن واستعدادهم لوضع خبراتهم في خدمة الاقتصاد الوطني.
وأوضح جراصيني في تصريح خاص لموقع بزنس 2بزنس أن مصنع 'شوكلا ماكس تيلا'، الذي انطلق من مصر عام 2014، جاء بهدف تصنيع شوكولا سائلة بجودة عالية وسعر منافس للسوق المصري، وتمكّن من تحقيق نجاح ملحوظ خاصة بعد تعويم الجنيه المصري، حيث بدأ المستهلكون بالتحوّل من المنتجات المستوردة إلى المحلية.
وتابع جراصيني'المنتج كان بإدارة سورية، ما منحه قيمة مضاعفة وقبولاً واسعاً، واليوم نحن من الرواد في هذا المجال داخل السوق المصري وفي معارض 'فود أفريكا' في القاهرة و'غلفود' وISM في دبي.'
وفيما يتعلّق بتجربة مصر في دعم المصدرين، قال جراصيني: 'المجلس التصديري للصناعات في مصر يمثّل نموذجاً ناجحاً في دعم التصدير، عبر تنظيم المشاركة في المعارض بأسعار مخفضة وتوفير تشبيك فعّال مع السفارات والملحقيات التجارية، ما يفتح أبوابًا واسعة نحو الأسواق الخارجية.'
وأضاف: 'أتمنى على وزارة الاقتصاد السورية دراسة هذه النماذج وتحفيز التصدير من خلال تقديم الحوافز والإعفاءات، كما هو معمول به في تركيا حيث يُمنح المصدرون 2 إلى 3% من قيمة صادراتهم.'
وعن التوجه للاستثمار داخل سوريا، أوضح جراصيني أن شركته بدأت فعلياً بدراسة البيئة الاستثمارية المحلية، وتم منحها وكالة مبدئية تمهيدًا لإطلاق أعمالها رسمياً.
وقال جراصيني'نحن الآن ندرس البنية التحتية والأسواق والمناطق الصناعية، ونولي اهتماماً خاصاً بالإجراءات المرتبطة بالتصدير مثل شهادات المنشأ والشهادات الصحية، والتي نأمل أن يتم تطوير آلياتها لتتناسب مع متطلبات الأسواق الدولية.'
ودعا جراصيني الجاليات السورية في الخارج إلى التحرك نحو تأسيس مجالس رجال أعمال وصناعيين تعمل على تعريفهم بالقوانين وتقدم تسهيلات مثل منح الأراضي الصناعية بالتقسيط أو الإعفاءات الضريبية، ما يشجّعهم على نقل جزء من أعمالهم إلى الداخل.
وقال جراصيني : 'إذا كانت الشركات الأجنبية ترى في سوريا بيئة خصبة للاستثمار بسبب انخفاض الأجور وتوفر اليد العاملة، فمن الأولى أن نكون نحن، السوريين، السبّاقين لاغتنام هذه الفرصة.'
وأكد أن سوريا غنية بالموارد الطبيعية التي يمكن أن تُصنّع وتُصدّر بشكل يُسهم في القضاء على الفقر ودفع عجلة الاقتصاد، مشيراً إلى أن منتجات مثل الفستق الحلبي، قمر الدين، والحلويات التقليدية تمتلك قيمة سوقية عالمية، شرط تسويقها وتصنيعها بالشكل المناسب.
وتابع 'نملك في سوريا جميع المكوّنات والسمعة، وحان الوقت لتوظيفهما كما تفعل دول أخرى مثل تركيا، التي بنت اقتصاداً على البندق بينما نملك نحن الفستق الحلبي والتين المجفف واللوز وقمر الدين ولا نستفيد منهم كما يجب.'
وختم جراصيني حديثه بالقول: لدينا أمل كبير أن تترجم حماسة عودة رجال الأعمال السوريين إلى واقع ملموس. سوريا اليوم بحاجة إلى أبنائها، والاستثمار فيها ليس فقط فرصة اقتصادية، بل مسؤولية وطنية تقع على عاتق كل من يستطيع أن يصنع الفرق.
طلال ماضي