اخبار سوريا
موقع كل يوم -عكس السير
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٥
أقدمت سلطات مدينة حلب على تحطيم 'نصب الشهداء' التذكاري في ساحة سعد الله الجابري، أحد أقدم الأعمال الفنية الموجودة في مكان عام في حلب، قبيل منتصف ليل الأربعاء – الخميس، قبل أن تصدر بياناً تزعم فيه أنه 'سيصار إلى نقله وترميمه'.
وأظهرت مقاطع مصورة عملية تحطيم واضحة للتمثال، عبر نزعه من مكانه بطريقة بدائية، ثم ما لبثت مديرية الآثار والمتاحف بحلب بياناً قالت فيه إنه 'ضمن خطة محافظة حلب في إعادة تأهيل ساحة سعد الله الجابري، قامت المديرية بنقل ما يعرف إلى تمثال الشهداء إلى مكان آخر حفاظاً عليه وعلى قيمته الفنية ليصار بعد ذلك إلى ترميمه وصيانته من قبل مختصين فنيين'.
وعلى عكس ما زعمت المديرية، فإن المقاطع المصورة أظهرت تحطم التمثال بشكل كامل وبطريقة مقصودة لا يمكن أن يراد منها النقل إلى مكان آخر.
وأضافت المديرية في بيانها، أن 'هذا الإجراء يهدف لتكون الساحة مهيئة ومناسبة لإقامة الفعاليات والنشاطات الشعبية خصوصاً بعد حجب النصب التذكاري لجزء من الرؤية على الشاشة الرئيسية التي تم تركيبها مؤخراً'.
وكانت الشركة المستثمرة أو المشرفة على عملية قيل إنها تهدف لتجميل وصيانة الساحة، قد لمحت عبر مخطط سبق العمل إلى إزالة التمثال، الأمر الذي أثار استهجاناً واسعاً في الأوساط الحلبية، دفعها للقول لاحقاً إن هذا المخطط لا يعني أن التمثال سيزال بالفعل.
وتحت جنح الظلام، التقط مجهولون لا تعرف لهم صفة رسمية، مقاطع مصورة زعموا فيها أن ما يحدث الآن هو 'نقل' للتمثال وأنه تحطم عن طريق الخطأ.
وأظهرت مقاطع مصورة أخرى شخصاً يقول 'الآن الأخوة في ساحة سعد الله الجابري في حلب سيزيلون هذه الأصنام التي نحتها المشركون منذ عقود عديدة، حتى لا يعبد إلا الله في الأرض، حتى لا تفتن الناس ولا يعبد إلا الله، نعم'.
وفي سياق متصل، علق مدير الثقافة في حلب، أحمد وديع العبسي، على منشور منتقد لإزالة وتحطيك النصب التذكاري بالقول: 'هاد أبشع منحوتة بحلب، لازم كان ينشال بأي طريقة'.
الجدير بالذكر أن من أنجز النصب التذكاري هو الفنان الحلبي عبد الرحمن مؤقت، وقد وضع في مكانه احتفالاً بعيد الجلاء عام 1986، ويرمز إلى الشهداء ومقاومي الاحتلال الفرنسي ومحرري سوريا من الاستعمار.