اخبار سوريا
موقع كل يوم -عنب بلدي
نشر بتاريخ: ٧ أيار ٢٠٢٥
أكرم خولاني
كسر قاعدة الجمجمة حالة غير شائعة نسبيًا، فهي تحدث فقط في حوالي 4% من جميع المرضى الذين يعانون من إصابة شديدة في الرأس، ولكن عند حدوث هذه الإصابة قد تكون خطيرة ومهددة للحياة، لذلك لا بد من التعريف بها.
كسر قاعدة الجمجمة (basilar or basal skull fracture) هو كسر يصيب أجزاء قاع الجمجمة المتمثلة بالعظم الصدغي والعظم القذالي والعظم الوتدي والعظم الغربالي، إذ تشكل هذه العظام أرضية تجويف الجمجمة، وتحتوي على فتحات للأعصاب والأوعية الدموية، ويمكن أن يؤدي الكسر في هذه المنطقة إلى إتلاف هذه الهياكل، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.
يتطلب كسر قاعدة الجمجمة التعرض لصدمة قوية جدًا، لذا تكثر هذه الإصابة عند فئة الشباب على وجه الخصوص باعتبارهم معرضين للإصابات والحوادث بشكل أكبر، إذ إنهم يمارسون أنشطتهم اليومية بانفعال واستعجال أحيانًا.
ويعتبر كسر قاعدة الجمجمة من أخطر أنواع الإصابات لأنه يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، ومن أبرز هذه المضاعفات تسرب السائل الدماغي النخاعي، التعرض للالتهابات وخاصة التهاب السحايا، فقدان بعض الحواس نتيجة تلف الأعصاب القحفية، الورم الدموي فوق الجافية، تغيرات في القدرات العقلية، وفي بعض الحالات قد تؤدي كسور قاعدة الجمجمة إلى الوفاة، وقد تكون الوفاة مباشرة بعد الإصابة أو قد تحدث بعد عدة أيام نتيجة إصابة الجسم بالمضاعفات السابقة دون علاج.
تحدث كسور قاعدة الجمجمة عادة نتيجة لصدمة شديدة في الرأس، ويمكن أن تحدث مثل هذه الصدمات في حالات عديدة مثل:
كما يمكن أن تحدث كسور قاعدة الجمجمة في حال التعرض لطلقات نارية، إذ إن اختراق العيار الناري لقاعدة الجمجمة يؤدي إلى كسور وتهتك فيها.
أعراض كسر قاعدة الجمجمة تظهر مباشرة بعد التعرض للصدمة أو قد تظهر بعدة عدة أيام، وتتمثل أبرز هذه الأعراض في ما يأتي:
يعد التشخيص الدقيق وفي الوقت المناسب لكسور قاعدة الجمجمة أمرًا بالغ الأهمية، ويتضمن التشخيص مزيجًا من التقييم السريري وتقنيات التصوير.
الفحص السريري: عند تعرض الرأس لصدم يقوم الطبيب بالتحري عن وجود علامات غير طبيعية كما يُجري تقييمًا عصبيًا شاملًا، وغالبًا ما يتبين من الفحص البدني أن المصاب يعاني من كسر قاعدة الجمجمة من خلال الأعراض والعلامات.
التصوير المقطعي المحوسب: تلعب دراسات التصوير دورًا حيويًا في تأكيد تشخيص كسور قاعدة الجمجمة، ويعد التصوير المقطعي المحوسب هو الوسيلة المفضلة لأنه يوفر صورًا مفصلة لهياكل العظام، مما يسمح بتحديد خطوط الكسر وأي إصابات دماغية مرتبطة بها.
تصوير الرنين المغناطيسي: يفيد لتقييم أي إصابات في الأنسجة الرخوة أو الدماغ والتي قد لا تكون مرئية على الأشعة المقطعية، ومع ذلك، لا يعد التصوير بالرنين المغناطيسي عادة الوسيلة التصويرية الأولى لتشخيص كسور الجمجمة.
اختبار البروتين ترانسفيرين 2: اختبار البروتين ترانسفيرين 2 يهدف لمعرفة نسبة هذا البروتين في الجسم، فإن ظهرت النتيجة أن البروتين موجود بكثرة فذلك يعني أن الجسم يعاني من تسرب السائل الدماغي الشوكي.
العلاج المثالي لحالات كسر قاعدة الجمجمة تشمل الانتظار مع المراقبة، إذ إن توقف تسرب السائل الدماغي الشوكي قد يحدث في كثير من الأحيان بشكل تلقائي، فإذا لم يحدث تلقائيًا يغلق جراحيًا بواسطة جراح المخ والأعصاب، وهو أمر ضروري لمنع انتشار العدوى إلى السحايا وخلايا الدماغ، وتشمل الإجراءات العلاجية ما يلي:
العلاج الدوائي: يهدف للحد من مضاعفات وأعراض كسر قاعدة الجمجمة، ويشمل هذا العلاج الآتي:
وتختلف عملية التعافي من كسر قاعدة الجمجمة حسب شدة الإصابة وأي مضاعفات مصاحبة لها، وتتضمن عملية التعافي عدة مراحل:
ويجب خلال علاج كسر قاعدة الجمجمة الابتعاد قطعًا عن استخدام جهاز الضغط الإيجابي المتقطع لتوفير الأكسجين للمصاب، فهذا النوع من العلاجات في حالة كسور الجمجمة قد يحفز الالتهابات الرئوية عند المريض.