اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٢٠ أيار ٢٠٢٥
الجماهير ||عتاب ضويحي..
أقامت مديرية شؤون الشباب فرع حلب، بالتعاون مع هيئة الإغاثة الإنسانية (IYD)، جلسة حوارية تفاعلية تحت عنوان 'التطوع صانع التغيير'، قدمها الدكتور محمد جندلي، بمشاركة عشرات الشباب والمهتمين بالعمل التطوعي والمجتمعي، على مدرج الشؤون السياسية.
وهدفت الجلسة إلى تسليط الضوء على أهمية التطوع كأداة فاعلة في تحقيق التنمية المستدامة وبناء المجتمعات، مع استعراض تجارب ناجحة وتحديات الواقع للعمل التطوعي في ظل الأزمات.
التطوع وأثره في بناء المجتمعات
بدايةً، قدم الدكتور جندلي لمحة عن الدور التاريخي والاجتماعي للتطوع، مؤكدًا أن المبادرات التطوعية تشكل ركيزةً لتقوية النسيج المجتمعي، خاصة في المناطق المتأثرة بالأزمات كحلب. مشيرًا إلى أن العمل التطوعي لا يقتصر على الجانب الإغاثي، بل يشمل مجالات التعليم، والصحة، وتمكين الشباب، وحماية البيئة.
التحديات والصعوبات
طرح المشاركون جملة من المعوقات التي تواجه المتطوعين، منها نقص الدعم المادي واللوجستي، وضعف التنسيق بين الفاعلين في الميدان، إضافة إلى التحديات النفسية الناتجة عن العمل في بيئات معقدة، مطالبين بإنشاء منصات تنسيقية تجمع الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية لتعظيم الأثر.
قصص نجاح ملهمة
تخللت الجلسة عرض نماذج لمبادرات شبابية حلبية أثرت إيجابياً في المجتمع، مثل حملات تنظيف الأحياء، ومشاريع دعم الأسر المتضررة، وبرامج تعليم الأطفال في المناطق النائية.
وأكد الدكتور جندلي أن هذه النماذج تثبت قدرة الشباب على قيادة التغيير، رغم الإمكانات المحدودة.
دور المؤسسات في دعم التطوع
أكدت الجلسة على أهمية تبني المؤسسات الحكومية والأهلية سياسات واضحة لدعم المتطوعين، من خلال توفير التدريب اللازم، والتأمين الصحي أثناء العمل الميداني، وتكريم المبادرات المتميزة. كما اقترح الحضور إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية لتسهيل انضمام الراغبين في التطوع.
توجيهات ومقترحات
خرجت الجلسة بحزمة من التوصيات، أهمها تعزيز ثقافة التطوع منذ المراحل التعليمية المبكرة، وإدراج مفاهيم العمل التطوعي في المناهج الدراسية، وإطلاق حملات توعوية لعرض نجاحات المتطوعين، وتحفيز الآخرين على الانخراط.
وشهدت الجلسة نقاشًا غنيًا، إذ طرح الشباب أسئلة حول آليات تحويل الأفكار إلى مبادرات ملموسة، وكيفية التعامل مع المخاطر المحتملة خلال العمل الميداني. كما شارك عدد منهم تجاربهم الشخصية، مما أضاء على واقع التطوع من زوايا متعددة.
وأكد الدكتور جندلي في ختام الجلسة على أن التطوع هو لغة الإنسانية التي تتخطى كل الحواجز، وأن كل مبادرة صغيرة تحدث فرقًا، وأنه علينا أن نؤمن بأن التغيير يبدأ بخطوة.