اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
يعيش سوق الخجا الشهير في دمشق، المتخصص بالحقائب والجلديات، أزمة متفاقمة مع تزايد دخول البضائع المستوردة التي تهدد استمرارية الحرفيين والتجار، وتضعف قدرة المنتج المحلي على المنافسة في ظل غياب إجراءات فاعلة لحماية الصناعة الوطنية.
أمين سر المجمع التجاري في السوق، خالد حديد، أكد أن حماية الصناعة الوطنية لم تعد خياراً بل ضرورة، مشيراً إلى أن الكثير من الورش الصغيرة أغلقت أبوابها بعدما عجزت عن مجاراة الأسعار المنخفضة للبضائع الأجنبية، في وقت يتحمل المنتج المحلي ضرائب مرتفعة وتكاليف إنتاج عالية حسب وكالة الأنباء 'سانا'.
الحرفي باسم غزال عبّر عن حسرة وهو يجلس أمام محله الخالي من الزبائن، مؤكداً أن ارتفاع أسعار المواد الأولية وعدم استقرار سعر الصرف جعل المنافسة شبه مستحيلة. أما الحرفي محمد عرّاج، الذي تجاوز الخمسين من عمره، فما زال يفتح ورشته يومياً رغم قلة الحركة، متمسكاً بمهنة ورثها عن الآباء.
السوق لم يعد مجرد مكان للبيع، بل تحول إلى ذاكرة دمشقية تختزن حكايات أجيال، كما يروي الزبائن الذين ارتبطت طفولتهم بشراء الحقائب المدرسية من هناك، واليوم يواجهون واقعاً مختلفاً مع تراجع القدرة الشرائية وانتشار البسطات.
من جانبه، حذّر رئيس لجنة الجلديات في غرفة تجارة دمشق محمد خير درويش من تفشي التهريب وارتفاع تكاليف الإنتاج، مؤكداً أن دخول كميات كبيرة من الأحذية والحقائب عبر منافذ غير شرعية بأسعار منخفضة جداً يهدد المنتج المحلي بشكل مباشر. ودعا إلى تشديد الرقابة على المعابر ودعم حوامل الطاقة للصناعيين والحرفيين لضمان استمرار هذه الصناعة العريقة.
تاريخياً، يعود سوق الخجا إلى أواخر القرن التاسع عشر بجوار قلعة دمشق، قبل أن يُنقل إلى موقعه الحالي في شارع الثورة عام 1985، ليبقى شاهداً على حرفة متجذرة وهوية اقتصادية مميزة تواجه اليوم تحديات وجودية.




































































