بدائل الأضحية بالعيد في ريف اللاذقية

تتشابه عادات عيد الأضحى في معظم المدن السورية بشكلها العام لكنها أصبحت تختلف بظروف تطبيقها، فيما يتميز العيد كما اسمه بطقس تقديم الذبائح فكيف يمارس أهالي ريف اللاذقية هذا الطقس اليوم؟.

اعتاد السكان في قرى الريف الشمالي لمحافظة 'اللاذقية' تقديم الأضحية التي تكون في الغالب 'خروف' في عيد الأضحى.

مع مرور الوقت وخلال الأزمة الاقتصادية التي تعيشها 'سوريا'. تحولت الأضحية إلى عبءٍ كبير لا يتحمل تكاليفها معظم الناس بينما عادات ذبح الأضاحي تقتصر على ميسوري الحال.

لم تتخلّ أم علي (60) عاماً عن تقليد إسالة دم الأضحية صباح عيد الأضحى. كجزء من الموروث الديني والشعبي الذي عرفته عن أهلها.

تقول السيدة في حديثها مع سناك سوري: «أيام أول كنا نقوي قلبنا وقت نشتري دبيحة العيد. كانوا رجال العيلة يختاروا أكبر خروف ويدبحوه على باب البيت حتى يجري الدم وكنا نمشّي ولادنا فوق الدم حتى الله ينجيهن من كل مكروه وبعدها نوزع اللحمة عالناس المحتاجة».

أيام أول كنا نقوي قلبنا وقت نشتري دبيحة العيد. كانوا رجال العيلة يختاروا أكبر خروف ويدبحوه على باب البيت حتى يجري الدم وكنا نمشّي ولادنا فوق الدم حتى الله ينجيهن من كل مكروه وبعدها نوزع اللحمة عالناس المحتاجةأم علي 60 عاماً

تضيف السيدة بأن «كل شيء تغير في هذه الأيام» على حد تعبيرها، مبينةً أن الشاطر فقط من يستطيع أن يطعم أولاده ويأكل معهم، وأضافت 'أم علي' أنها تحاول في هذه المناسبة السنوية أن تطلب من جارها بائع الفروج أن يذبح دجاجة صغيرة ويوزعها على المحتاجين بمعرفته.

أمّا أسامة (48) عاماً فقال أنه يستعيض عن الذبائح التي تفوق قدرته المادية بتوزيع الزكاة على الفقراء. فقد أجبرته السنوات الأخيرة على التعامل مع عيد الأضحى على أنه مناسبة للإحساس بالمحتاجين. دون التدقيق على الموروثات الدينية التي تحتاج لتطبيقها أحوالاً ميسورة على حد قوله.

يردف الرجل: «بصراحة كنا ننطر اللحظة اللي نروح فيها عالبازار لنختار أحسن وأكبر خروف. نرجع عالبيت نكتب قائمة بالمحتاجين ونوزع اللحم عليهن صباح العيد. ما كنا نقبل تدخل قطعة لحم على بيتنا من هالخروف». ويلفت الرجل النظر إلى تخليه عن الكثير من التقاليد على حساب البدائل المتاحة.

واعتبر 'أسامة' أن الدجاج والنقود بدائل معقولة، رغم ذلك فإن تأمينها يتم بصعوبة وفق حديثه، مبيناً أن أقل ذبيحة اليوم يبدأ سعرها من 750 ألف على حد قوله.

لم تقتصر الوسائل البديلة للشعور بنكهة العيد على توزيع الأموال أو الذبائح. بل تعدّتها إلى توزيع الخبز مجاناً على الأسر المحتاجة.

هذا ما تفعله عائلة أبو عزيز (اسم مستعار) صباح العيد. حيث قال بأن ابنه الأصغر يشتري الخبز من فرن القرية بالسعر الحر. ثم يوزعه على العوائل المحتاجة ويترك بداخلها ورقة كتب عليها «فاعل خير، كل عام وأنتم بخير».

تحذو بعض العائلات حذوه فتدفع ثمن الخبز مجاناً ليومين لاحقين عن أهالي القرية المحتاجين. في تقليد عرفته المنطقة خلال السنوات الأخيرة في مختلف المناسبات الروحية بما فيها عيد الأضحى.