اخبار سوريا
موقع كل يوم -عكس السير
نشر بتاريخ: ٢٣ نيسان ٢٠٢٥
دخلت زراعة الكيوي إلى إدلب في الآونة الأخيرة بعد دراسات قام بها عدد من المزارعين، مستوحين فكرة زراعتها من التجارب المماثلة في مناطق أخرى، حيث يُعتبر مناخ إدلب الرطب في فصل الشتاء مناسباً لزراعة هذه الفاكهة الخضراء. ورغم نجاح هذه الزراعة في إدلب، واجه مزارعوها تحديات كبيرة، أبرزها نقص الخبرة الفنية حول كيفية زراعة ورعاية شجرة الكيوي، بالإضافة لارتفاع تكاليف الزراعة وغياب الدعم.
وقال عبد الرحمن مخزوم، أحد المزارعين المهتمين بزراعة الكيوي، إن هذه الزراعة دخلت شمال سورية منذ بداية عام 2018، وبعد عدة تجارب أثبتت نجاحها بشكل جيد، وخاصة وأنها تفضل الأجواء الرطبة والأرض الرملية الموجودة في حارم، وسلقين، ودركوش وجسر الشغور، وتزهر هذه الشجرة في أيار لتجني ثمارها في مثل هذه الأيام من كل عام.
وأضاف أن 'الفكرة كانت مجازفة، ولكن بعد البحث والاطلاع قررت أن أجرب زراعة الكيوي، ورغم صعوبة الأمر في البداية ظهرت إمكانية عالية لإنتاج جيد، وبدأنا نرى بوادر نجاح مبشرة'. ويأمل المخروم زيادة الإنتاجية في الأعوام القادمة لترقى لغيرها من المحاصيل وتعويض نقص الاستيراد من الخارج عن طريق الاعتماد على الإنتاج المحلي وربما التصدير أيضاً.
أما المزارع مروان الدركل، والذي نجح في زراعة الكيوي في أرضه الواقعة على أطراف مدينة جسر الشغور، فاعتبر أن هذه الزراعة ثروة وطنية وخاصة أن المنتج المستورد منها غالي الثمن ولا يمكن لشريحة واسعة من المواطنين شراؤه، وفي حال زادت زراعة المنتج فسيكون بإمكان الكثيرين شراؤها بعد أن ينخفض ثمنها تدريجياً، عدا أن هذه الزراعة ستسهم بشكل مباشر في تحسين مستوى الدخل للمزارعين وتخلق فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى تحسين الأمن الغذائي.
وتحدث المزارع الحسون عن التحديات قائلاً إن شجرة الكيوي تحتاج إلى مناخ معتدل، مع درجة حرارة لا تزيد عن 35 درجة مئوية في الصيف، ولا تعيش في فترة الثلوج لفترة طويلة في الشتاء، وقد يسبب التعرض للصقيع تلف الشجرة أو تأخر إنتاجها. وتابع أن الكيوي تحتاج إلى تربة خصبة جيدة التصريف، وري متواصل وتسميد مستمر مع الاهتمام بالعناصر الغذائية المتوازنة، والمكافحة الحيوية والكيميائية ضرورية لحماية المحصول، كما تحتاج نباتات الكيوي المتسلقة إلى نظام دعم مثل الأسلاك أو التعريشات، ومساعدته على النمو بشكل صحي.
وأوضح أن الكيوي تحتاج إلى وقت طويل لينضج، بين 3-5 سنوات بعد زراعة النبات، وهو ما يمثل تحدياً للمزارعين، وبالمقابل فإن الفدان يمكن أن ينتج ما بين 8 و12 طناً من الكيوي. من جانبه، قال المهندس الزراعي سعد الدهنين لـ'العربي الجديد' إن الآفاق الاقتصادية لزراعة الكيوي في إدلب تبدو واعدة رغم التحديات، إذ إن التقديرات الأولية لإنتاج الكيوي يمكن أن تكون مربحة إذا تمت مراعاة أسس زراعتها والعناية بها وتسويقها بشكل جيد في المنطقتين المحلية والإقليمية.
وأشار إلى أن زراعة الكيوي لها تأثير إيجابي على البيئة المحلية، ويمكن أن تؤدي إلى زيادة التنوع التكنولوجي في المنطقة، ما قد يساهم في تحسين جودة التربة وتقليل التصحر، ومن خلال المثابرة ستتمكن هذه الزراعة خلال السنوات القادمة من تحقيق قفزة نوعية في تنويع مصادر الدخل المحلي وحياة السكان عبر بناء مستقبل زراعي مزدهر ومستدام.
* صحيفة العربي الجديد