اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٤
امتنع مشفى المجتهد في دمشق عن تقديم اللحوم والدجاج للأطباء المقيمين منذ عام كامل ما أجبرهم على أن يكونوا 'نباتيين'. في وقت رفعت فيه وزارة الصحة أجور مستشفياتها لـ قرابة 6 أضعاف ويبدو أن الأطباء المقيمين ليس لهم حصة منها.
غابت اللحوم بكافة أنواعها عن موائد الأطباء المقيمين والمرضى في مشفى المجتهد بدمشق منذ نحو عام تقريباً. واقتصر طعام الأطباء منذ شهر تشرين الأول من العام الفائت على بعض الخضار والبقوليات. يحدث هذا في الوقت الذي ينبغي أن تحاول الجهات المعنية تأمين ظروف أفضل لتحفيز الأطباء على البقاء والتخلي عن خيار الهجرة.
وقال طبيب مقيم في المشفى فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن طعام الأطباء المقيمين كان يحوي دجاج ولحوم. وفي بعض الأحيان كانت الوجبات عبارة عن 'كفتة'، أو مندي مع دجاج أو كبسة مع دجاج في معظم الأيام قبل عام تماماً.
لكن منذ تشرين الأول 2023، تم إلغاء اللحوم والدجاج بشكل كامل من وجبات الأطباء المقيمين والمرضى، بحسب الطبيب الذي أشار إلى أن الطعام بات عبارة عن برغل أو أرز حاف بجانبه نوع من المرق أو اللبن.
وقبل نحو الشهرين رفعت وزارة الصحة أجور خدماتها لقرابة ستة أضعاف وفق المصادر. على سبيل المثال عملية المرارة كانت تكلفتها 200 ألف وباتت مليون و200 ألف. وعملية الفتق كانت بين 100 إلى 150 ألف وأصبحت 600 ألف.
ويمضي معظم الأطباء المقيمين 24 ساعة يومياً في المشافي حيث يعملون برواتب زهيدة، من المستحيل أن تكفي احتياجاتهم الشخصية أو طعامهم. كما أن ساعات عملهم الطويلة تتطلب طعاماً يحوي قيمة غذائية عالية أسوة بالمرضى داخل المشفى أيضاً.
وكان الطبيب في مشفى التوليد الحكومي 'خبات يوسف'، قال شهر شباط الفائت، أن سياسة الإجبار لن تمنع هجرة الأطباء السوريين. وأضاف حينها أن هناك العديد من الحلول والقرارات والمغريات البديلة للحد من هجرة الأطباء السوريين. وبحال عملت الحكومة بها ستخفف من ظاهرة الهجرة عوضاً عن استمرار اتباع سياسة الإجبار والإلزام.
وتطرق الطبيب للحديث عن قرار منع الأطباء المقيمين من العمل في المشافي الخاصة. وقال إنه جاء بحجة تفرغ الطبيب المقيم لاختصاصه. متسائلاً، كيف يمكن له أن يتفرغ وراتبه لا يكفي حتى أجور مواصلات من وإلى المشفى.
وإن كان راتب المقيم لا يكفي أجور مواصلات، فكيف يمكن أن يكفيه ثمن غذاء صحي متوازن، يحتوي على كافة العناصر الغذائية اللازمة لضمان استمرار عمله؟
وخلال عام 2023 أجرى سناك سوري استطلاع رأي شمل عيّنة من 32 طالب/ة طب واختصاص في سوريا أجاب 78.1% منهم بـ نعم على سؤال هل 'تفكرون بالهجرة'. واللافت أن 25% منهم فقط بدؤوا التفكير بالهجرة قبل دخول الكلية أما البقية وهم الغالبية الساحقة تشكلت الفكرة لديهم بعد دخول الجامعة أو بدء مرحلة الاختصاص. وهذا مؤشر على دور الظروف التعليمية والمعيشية في البلد على اتخاذ قرار السفر عن شريحة الأطباء.
وقال أطباء شاركوا في الاستطلاع حينها، إنهم يريدون إنهاء مرحلة الاختصاص والسفر فالظروف التي تمر بها البلاد وبيئة العمل السيئة فاقت قدرته على تحمل أسباب البقاء.
وساهمت ظروف العمل بالمستشفيات في اتخاذ قرار السفر لدى 93.8% من المشاركين بالاستبيان وهي نسبة عالية جداً تعكس وجود خلل في بيئة العمل. بينما تأتي التعويضات والأجور المنخفضة في مقدمة الأسباب المحفزة للهجرة بنسبة 96.9% من عينة البحث.
يذكر أن سوريا تعاني نزيفاً مستمراً بالكوادر الطبية، نتيجة الهجرة التي تتركز بغالبيتها إلى ألمانيا. وفشلت كل محاولات إقناعهم بالبقاء نتيجة عدم وجود خطوات ملموسة من الحكومة لتحسين حياتهم وظروف عملهم.