اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
الجماهير|| وسام العلاش …
ما يزال دوي مطرقة الحرفي يتردد في أرجاء سوق النحاسين، حافظًا على حرفة الطرق (النقش) على النحاس. هناك، بأدوات بسيطة كالمطرقة وقلم الدمغة أو المسمار، ويد بارعة وقلبٍ يعشق التراث، يتحول المعدن الخام إلى لوحة فنية ناطقة، مدعومة بحب أصيل لهذه الحرفة العريقة.
ولا يُوجد احتراف هذه المهنة إلا في سوق النحاسين، حيث يجتمع أمهر الحرفيين، يعزفون سيمفونية نحاسية يتناقلها أهل السوق بحماسٍ وشغف، دون كلل أو ملل.
ويروي الحرفي أحمد حاج حسن لـ'الجماهير' مسيرة عمله في هذه الحرفة التي بدأت منذ أكثر من 35 عامًا، مشيرًا إلى أن أصل الحرفة يعود إلى سكان حلب، وقد توارثتها الأجيال حتى يومنا هذا.
ويؤكد الحاج حسن أن سر النجاح والإبداع في هذه المهنة يكمن في دقة يد الحرفي أولاً، وقدرتها على الرسم والإتقان، مدعومة بشغفٍ وتعلقٍ بالحرفة، لينتهي العمل بإنتاج تحفة أثرية براقة تبهر كل من يراها.
وعن مراحل العمل، يشرح حاج حسن أن النقش يبدأ باستخدام مسمار الطرق أو قلم الحفر، وهو الأداة الأساسية المدموغة بدمغة خاصة، إلى جانب المطرقة. ثم تليها مرحلة تسخين النحاس وتليينه لتشكيله كما يُراد، لينتهي بتلميعه بمادة حمضية ليصبح لامعًا، مع الإشارة إلى أن نوع النحاس ولونه يلعبان دورًا مهمًا في جودة المنتج النهائي.
ويشير الحرفي حاج حسن إلى أن الإقبال على اقتناء النحاس تراجع نسبيًا في الوقت الحالي بسبب ظهور مواد بديلة، وأن الاعتماد الآن أصبح بشكل أساسي على موسم السياحة للترويج لهذه الحرفة. ومع ذلك، فإن إصرار الحرفيين وإخلاصهم دفعهم للتمسك بمهنتهم، حفاظًا على تراث المدينة القديمة وحمايته من الاندثار.
#صحيفة_الجماهير