اخبار سوريا
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ٩ نيسان ٢٠٢٥
وزير خارجية أنقرة قال إن تصرفات تل أبيب تمهد الطريق لعدم استقرار المنطقة
صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لـ'رويترز' اليوم الجمعة بأن تركيا لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا، وذلك بعد أن قوضت الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقع عسكرية هناك قدرة الحكومة السورية الجديدة على ردع التهديدات.
وفي مقابلة على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل، قال فيدان إن تصرفات إسرائيل في سوريا تمهد الطريق لعدم استقرار المنطقة في المستقبل. وتعد إدارة الرئيس السوري أحمد الشرع حليفاً وثيقاً لتركيا.
وذكر فيدان أنه إذا كانت الإدارة الجديدة في دمشق ترغب في التوصل إلى 'تفاهمات معينة' مع إسرائيل، فهذا شأنها الخاص.
ورداً على سؤال عن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشن ضربات عسكرية على إيران، قال فيدان إن الدبلوماسية ضرورية لحل النزاع وإن أنقرة لا تريد رؤية أي هجوم على جارتها إيران.
في المقابل صرح مسؤول إسرائيلي كبير الجمعة بأن إسرائيل لا تسعى إلى صراع مع تركيا في سوريا، وذلك بعد تصاعد التوتر أياماً بين البلدين وشن إسرائيل غارات على مواقع عسكرية في سوريا.
وقال المسؤول للصحافيين، طالباً عدم الكشف عن هويته، 'لا نسعى إلى صراع مع تركيا، ونأمل ألا تسعى تركيا إلى صراع معنا'، مضيفاً 'لكننا لا نريد أيضاً أن نرى تركيا تتمركز على حدودنا، وجميع السبل موجودة للتعامل مع هذا الأمر'.
ووجهت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، انتقادات حادة لإسرائيل بسبب هجماتها المستمرة على غزة منذ عام 2023، وقالت إنها تصل إلى حد الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وتقدمت بطلب للانضمام إلى دعوى مرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية وأوقفت جميع أشكال التجارة معها.
وتنفي إسرائيل اتهامها بممارسة الإبادة الجماعية.
وامتد العداء بين القوتين الإقليميتين إلى سوريا التي تقصفها القوات الإسرائيلية منذ أسابيع مع تولي الإدارة الجديدة السلطة في دمشق، وتصف تركيا الضربات الإسرائيلية بأنها تعد على الأراضي السورية، بينما تقول إسرائيل إنها لن تسمح بوجود قوات معادية في سوريا.
وقال فيدان إن تركيا لا تريد أن يستغل تنظيم 'داعش' أو حزب العمال الكردستاني المحظور 'غياب القوات النظامية أو غياب القدرات العسكرية بعض الشيء' في سوريا خلال هذه 'الفترة الانتقالية'، وأضاف 'للأسف، تقضي إسرائيل على كل هذه القدرات، واحدة تلو الأخرى، التي يمكن أن تستخدمها الدولة الجديدة ضد تنظيم داعش وفي (صد) هجمات وتهديدات إرهابية أخرى'.
ومضى يقول 'ما تفعله إسرائيل في سوريا لا يهدد أمن سوريا وحدها، وإنما يمهد الطريق أيضاً لزعزعة استقرار المنطقة في المستقبل'.
وبرزت تركيا باعتبارها أحد أهم الحلفاء الأجانب للحكومة الجديدة في سوريا، ودعمت أنقرة المعارضة أعواماً في قتالها لإطاحة الرئيس السابق بشار الأسد، وتشكل المعارضة السابقة الآن الجزء الأكبر من الحكومة الجديدة.
وتتعهد تركيا بالمساعدة في إعادة بناء سوريا، بدءاً من البنية التحتية إلى مؤسسات الدولة، وتقدم لدمشق الدعم السياسي في المحافل الدولية، وتدعو إلى رفع العقوبات الغربية عنها بالكامل لبدء جهود إعادة الإعمار، كذلك رحبت بتشكيل حكومة انتقالية.
العلاقات مع الولايات المتحدة
قال فيدان، الذي أجرى محادثات في الأسبوع الماضي مع مسؤولين أميركيين في واشنطن، الجمعة، إنه يعلم أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تراجع سياستها تجاه سوريا والعقوبات المفروضة على دمشق، وأضاف 'هم يراجعون الملف السوري، ويعلمون أن من الضروري تغيير سياسة العقوبات لأنها وضعت لنظام مختلف و(بناء على) تقييم مختلف للتهديدات'.
ومضى قائلاً 'لدينا سوريا جديدة الآن، وأعتقد أن سوريا الجديدة تحتاج إلى نهج مختلف'، موضحاً أن تركيا تنقل آراءها في هذا الشأن إلى حلفائها الغربيين.
وعلى رغم أن تركيا تتطلع إلى علاقات أوثق مع الولايات المتحدة في عهد ترمب وتدعم مبادرتها لإنهاء حرب أوكرانيا، فإنها تعارض أيضاً بعض سياسات الإدارة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط، مثل خطة السيطرة على قطاع غزة وتحويله إلى 'ريفييرا الشرق الأوسط'.
وأشار فيدان إلى 'أساليب تسوية المشكلات' التي يملكها ترمب كوسيلة لحل الخلافات العالقة بين الدولتين العضوين في حلف الأطلسي، وخصوصاً لرفع العقوبات الأميركية عن قطاع الدفاع التركي.
وقال إن أي اتفاق سلام محتمل بين أوكرانيا وروسيا بوساطة أميركية هو أمر 'من الصعب استيعابه'، لكنه مع ذلك أفضل من مزيد من الموت والدمار.
وذكر أن هناك حاجة إلى عامل ردع لضمان عدم عودة الحرب.