اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٤ أب ٢٠٢٤
تلاقت أحلام المصوران 'سارية شربجي' و'ورد الأحمر'، في التقاط ما أمكن من صور تعرّف الناس على ما يجهلونه من مناطق سياحية في بلادهم. فلم يقف غياب حاستَي الكلام والسمع لديهما، عائقاً أمام عينيهما التي تشاهد وتلتقط كل جميل.
'الأحمر' 21 عاماً، طالب في المعهد الرياضي، قال لـ'سناك سوري'، إنه يحرص على نقل تفاصيل الشخصيات التي يصادفها. كذلك المناطق الأثرية والطبيعية عبر عدسة كاميرته.
ومثله 'شربجي' 28 عاماً وهو طالب في كلية التجارة، ويعمل كمدرب في مجال المعلوماتية والبرمجيات للصم والبكم. أبدى خلال حديثه مع سناك سوري حرصه على تصوير الأماكن التي يصعب على الناس زيارتها بسبب ظروفهم.
فلم تقف حدود عدساتهما على مسقط رأسهما 'دمشق'، بل وثّقا العديد من المناطق الأثرية بالبلاد. وصورا العديد من القلاع والآثار في 'حلب'، 'أفاميا'، 'مصياف' و'صلاح الدين'.
يعاني المصوران 'ورد الأحمر' وصديقه 'سارية شربجي' من مشاكل في حاستي السمع والنطق منذ الصغر، ولا تجمعهما صلة رحم. وجاءت قرابتهما عبر الأحلام المشتركة والموهبة وتجسيد معنى الإصرار في تحقيق الإنسان لما يريده مهما بلغت المعوقات أمامه.
وكشف 'الأحمر' عن الدور الإيجابي الذي لعبه محيطه لتنمية قدراته واكتسابه مهارة التواصل. بداية مع شقيقه التوأم الأصم والأبكم أيضاً، حيث أسسا معاً لغة للتواصل مع من حولهم، قبل أن يتمكن من إتقان لغة الإشارة من خلال مراكز معنية بذوي الاحتياجات. وبكل حب ها هو 'الأحمر' ينقل خبرته بلغة الإشارة لصديقه 'شربجي'.
بدوره 'شربجي' سلّط الضوء على جهود والديه بتعليمه لغة الشفايف منذ صغره، وتحدث عن محاولتهما علاج مشكلة النطق لديه عندما كان عمره 3 سنوات.
«أستطيع التحدث ولكن بصعوبة جداً فغالباً ماتكون غير مفهومة للطرف الآخر» حسب ماذكر 'شربجي'. وأكد الاثنان على كمية الدعم الكبير من محيطهما بالحياة الاجتماعية والعمل والذي رفع من سوية جهدهما والسعي بشكل أكبر.
تثبت تجربة 'شربجي' و'سارية' أن دعائم الطموح الأساسية الإرادة والعمل بشكل صحيح وإعادة التجربة حتى إتقانها إن لزم الأمر. ولتزكيته وتحويله إلى واقع جميل، خاض الصديقان دورات في مجال التصوير، تعلّما فيها تفاصيله وأسسه الرئيسية.
وكان عام 2023 موعد إعلان شراكة 'شربجي' و'الأحمر' المهنية، بعد أن جمعتهما الصدفة، خلال دورة icdl. كان 'سارية' فيها مدرب 'ورد'، ونتيجة الاهتمامات المشتركة التحقا معاً بشركة تدعم تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم.
«سارية فمي وأذني» بتلك العبارة لخص 'ورد' علاقته بصديقه، وشراكتهما المبنية على توزيع المهام ما بينهما. حيث يقوم 'الاحمر' بتصوير المكان من كل الجوانب، ومن ثم تصوير 'سارية' وهو يقدم معلومات تاريخية مفصلة عن المكان بلغة الإشارة. ليساعدا الناس الصم والبكم على فهم قيمة هذه المعالم التاريخية.
يحلم 'ورد' أن يصبح مصوراً مشهوراً، وأن يكون حاضراً في توثيق عروض الأزياء والماركات العالمية للألبسة والسيارات، سواء داخل البلاد أو خارجها.
وطموح 'سارية' لايقل شأناً عن شريكه، فهو يسعى إلى توثيق المزيد من الفيديوهات بلغة الإشارة ما يعود بالفائدة على مجتمع الصم والبكم. مع العمل بشكل متواصل لدعم تلك الفئة عبره مشروعه الخاص بتقديم دورات تدريبية في تكنولوجيا المعلومات.
ويواجه ذوو الاحتياجات الخاصة في سوريا المزيد من العوائق، التي تتمثل بقلة البنى التحتية اللازمة لهم ليندمجوا في المجتمع. ومع ذلك فإن العديد منهم سجلوا قصص نجاح فريدة من نوعها.