اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٨ أيار ٢٠٢٥
أثار مشهد خروج طلاب 'السويداء' من عدة جامعات في المحافظات السورية استياءً في الشارع السوري ودعوات للتحرك لحماية الطلاب وضمان حقهم في متابعة دراستهم الجامعية بأمان.
طلاب 'السويداء' وجدوا أنفسهم في خضم حدث لا ذنب لهم فيه، وأصبحوا عرضةً لاعتداءات على أساس طائفي أسفرت عن طعن أحدهم وإصابته بجروح خطرة في جامعة 'حلب'، وحوادث ضرب واعتداء في جامعات 'حمص' و'دمشق'، ما دفعهم إلى العودة لمدينتهم حفاظاً على سلامتهم.
يدرس 'حازم' في كلية التمريض بجامعة 'حمص' وينحدر من قرية 'سليم' بريف 'السويداء'، وقد عاد مع رفاقه ضمن قافلة كبيرة من الطلاب.
يقول 'حازم' لـ سناك سوري أنه بعد اضطراب الحالة الأمنية لم يغادر مع أولى الدفعات كي لا ينقطع عن متابعة الجلسات العملية، لكنه بعد توتر الأوضاع اضطر للمغادرة مع رفاقه، بينما أصبح مهدداً بالحرمان من تقديم المواد وفق قوانين الجامعة بسبب الغياب ما يعني تعرقل تخرجه هذا العام، مضيفاً أن الطلاب حاولوا التواصل مع الجامعة وتلقّوا وعوداً غير رسمية بتبرير الغياب.
أما 'مرح' فتدرس في كلية الهندسة الزراعية بجامعة 'حمص' وعادت إلى قريتها 'الثعلة' بريف 'السويداء' في اليوم التالي للحوادث التي استهدفت طلاب 'السويداء' في جامعة 'حمص' لكنها لم تكن لتتوقّع أن عودتها إلى الجامعة ستكون معقّدة إلى هذا الحدّ.
وقالت لـ سناك سوري أن زملاءها في الجامعة يتابعون دراستهم اليوم بينما يغيب طلاب 'السويداء' والساحل، بينما يكفي الغياب عن جلسة واحدة بداية الأسبوع القادم للمواد العملية للحرمان من تقديم الامتحان النظري والرسوب ما يهدد دراسة الطلاب.
وتضيف 'مرح' أنها تناقش فكرة العودة للجامعة مع أسرتها لكنها لم تتمكّن من إقناعهم في ظل المخاوف من أمان الطريق، فعلى الرغم من فتح طريق 'دمشق-السويداء' ووجود تطمينات حوله، إلا أن ضمانات أمان الطلاب في الجامعات والسكن الجامعي لا تزال غائبة بعد الأحداث الأخيرة.
وأكّد طلاب تحدّث معهم سناك سوري أن مشكلة الأمان في الرحلات والإقامة في المدينة الجامعية تبدو أكثر تعقيداً ممّا توقعوا ولا يبدو حلّها قريب إلى الآن، بينما طالبوا عمداء كلياتهم بإصدار قرارات لتبرير الغياب عن الجلسات العملية وإيجاد حلول بديلة لتقديم الامتحانات في المحافظات أو إجراء امتحانات إلكترونية.
وتقول 'أليس' وهي طالبة في السنة الرابعة بكلية الهندسة المعمارية في الجامعة الدولية الخاصة في 'غباغب'، أن مادة واحدة ومشروع التخرج فقط يفصلانها عن التخرج من الجامعة، وأنها تواصلت مع إدارة الجامعة وطلبت فتح مركز في 'السويداء' ليتمكن الطلاب من تقديم امتحاناتهم كإجراء طارئ، وسألت عن إمكانية تحكيم مشاريع التخرج عبر الانترنت معتبرةً أنه إجراء ضروري لضمان استفادة الطلاب من الوقت وعدم تأخير تخرجهم.
طلاب السنة التحضيرية في جامعة 'دمشق' القادمين من 'السويداء' يدفعون ثمناً مضاعفاً لما يحدث، حيث يقول الطالب 'حمد' من قرية 'المجدل' أن الفصل الحالي حاسم بالنسبة لهم لتأثيره على المعدل في الفرز إلى الكليات الطبية.
ويضيف أن التجييش الطائفي والاعتداءات على الطلاب دفعهم للمغادرة، مشيراً إلى أن تأمين الجامعات يبدأ من الحد من الخطاب الطائفي، ولا بديل عن السلم الأهلي لضمان استمرار الدراسة الجامعية والحياة الطبيعية.
عضوة الهيئة التدريسية في جامعة دمشق فرع 'السويداء' الدكتورة 'ربيعة زحلان' قالت في حديث لـ سناك سوري أن مشكلة انقطاع الطلاب في هذه الظروف، تشكّل إرباكاً للطلاب وذويهم ما يستدعي إيجاد حلول لتجاوز الامتحانات على الأقل.
ودعت 'زحلان' إلى إيجاد حل جذري لمشكلة الطلاب، واقترحت على عمداء الكليات في الجامعات السورية معالجة مشكلة الحضور عن طريق مجموعات 'أونلاين' يخصصها الأساتذة للطلاب لحين موعد الامتحان، معربةً عن أملها في أن يكون الحرم الجامعي مكاناً يختص بطلب العلم وتحصيل الشهادات ويحافظ على استقرار المجتمع الطلابي.
وجاءت مغادرة طلاب 'السويداء' لجامعاتهم وعودتهم إلى محافظتهم، على خلفية مظاهرات خرجت في المدن الجامعية لا سيما في 'حمص' و'حلب' و'دمشق' إثر انتشار مقطع صوتي مسيء للنبي 'محمد' تم اتهام أحد مشايخ السويداء بالمسؤولية عنه، لكنه نفى ذلك كليّاً ونفت وزارة الداخلية أيضاً مسؤوليته عنه، إلا أن المظاهرات تحوّلت إلى تجييش طائفي ضد 'السويداء' وطلابها.
وأسفرت تلك المظاهرات عن اعتداءات على طلاب 'السويداء' وصلت إلى طعن أحدهم في المدينة الجامعية بـ'حلب' ما أدى لإصابته بجروح نقل إثرها إلى المشفى، حيث زاره رئيس جامعة 'حلب' 'محمد أسامة رعدون' للاطمئنان على حالته، لكن رئاسة الجامعة أصدرت بياناً اعتبرت فيه أن التظاهرات في تعبّر عن الوعي والانتماء الوطني والديني المسؤول وأكّدت أن الحالة في المدينة الجامعية مستقرة تماماً عدا حادثة الطعن.
ويحتاج الطلاب وذويهم لضمانات وتطمينات من أجل العودة إلى جامعاتهم ومتابعة دراستهم، من خلال وضع آليات عملية لتأمين حمايتهم من أي حوادث اعتداء طائفية، واتخاذ إجراءات رادعة وفعّالة بحق مستخدمي الدعوات الطائفية خاصةً في الجامعات، وحماية الصروح الأكاديمية من الصراعات الطائفية التي باتت تهدّد مستقبل البلاد.