اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٤ كانون الأول ٢٠٢٥
توالت الإدانات العربية والدولية للهجوم «الإرهابي» الذي تعرضت له قوات سورية وأميركية أثناء قيامها بجولة ميدانية مشتركة لمكافحة الإرهاب بالقرب من مدينة تدمر ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى أمس الأول. حيث اطلقت السلطات السورية عملية أمنية ضد تنظيم داعش في البادية، وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن أحد المسلحين فتح النار باتجاه الدورية المشتركة، ما أدى إلى مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني، إضافة إلى إصابة ثلاثة جنود أميركيين واثنين من عناصر الأمن السوري. وكشفت في وقت لاحق انه ينتمي لوزارة الداخلية وكان يخضع للتقييم.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن ادانتها للهجوم وقدمت خالص تعازيها ومواساتها لأسر الضحايا وحكومتي البلدين متمنية الشفاء العاجل للمصابين.
بدورها، أدانت البحرين بشدة «الهجوم الإرهابي»، وقالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان: تتضامن مملكة البحرين مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة والولايات المتحدة الأميركية». واضافت: «تشدد مملكة البحرين على رفضها القاطع لكل أشكال الإرهاب الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في سورية».
كما ندد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الدكتور محمد العيسى في بيان بهذه «الجريمة الإرهابية الغادرة»، مؤكدا موقف الرابطة الرافض والمدين للعنف والإرهاب بكل صوره وذرائعه.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعهد بأن رد الولايات المتحدة «سيكون قويا» على الهجوم الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أميركيين هم جنديان ومدني يعمل مترجما في «كمين نصبه مسلح منفرد» ينتمي إلى تنظيم داعش بحسب وزارة الحرب الاميركية «الپنتاغون».
ووصف ترامب الهجوم بأنه «إرهابي من تنظيم داعش ضد الولايات المتحدة وسورية».
وقال ترامب في منشور على منصة «تروث سوشيال»: «ننعي فقدان ثلاثة من الوطنيين الأميركيين العظماء في سورية، وهم جنديان ومترجم مدني واحد، كما نرفع الدعاء من أجل الجنود الثلاثة المصابين الذين تأكد للتو أنهم في حالة جيدة».
وأضاف ترامب: «لقد كان هذا هجوما إرهابيا من تنظيم داعش ضد الولايات المتحدة وسورية، في منطقة شديدة الخطورة من سورية لا تخضع لسيطرة كاملة، إن رئيس سورية، أحمد الشرع، غاضب للغاية ومنزعج جراء هذا الهجوم، وسيكون هناك رد شديد جدا».
ومن جهته، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قال في منشور عبر منصة (X): «تدين سورية بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية لمكافحة الإرهاب مشتركة بين سورية والولايات المتحدة بالقرب من تدمر» وأضاف «نتقدم بتعازينا إلى عائلات الضحايا وإلى الحكومة والشعب الأميركيين، ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل».
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، أن منفذ الهجوم، لا يملك أي ارتباط قيادي داخل الأمن الداخلي ولا يعد مرافقا للقيادة، مبينا أن التحقيقات جارية للتأكد من صلته بتنظيم داعش أو حمله لفكر التنظيم.
وقال البابا، خلال اتصال هاتفي مع قناة الإخبارية السورية: «إن قيادة الأمن الداخلي كانت قد وجهت تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة في التحالف الدولي حول معلومات أولية تشير إلى احتمال وقوع خرق أو هجمات من قبل تنظيم داعش، إلا أن هذه التحذيرات لم تؤخذ بالاعتبار»، مشيرا إلى أن الهجوم وقع عند مدخل مقر محصن تابع لقيادة الأمن الداخلي بعد انتهاء جولة مشتركة بين الجانبين. وأضاف البابا: «إن قوات الأمن الداخلي السورية استطاعت تحييد المنفذ، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ليس له أي توصيف قيادي داخل الأمن الداخلي، ولا يصنف على أنه مرافق لقائد الأمن الداخلي، كما زعمت بعض الأخبار غير الدقيقة».
وأشار المتحدث باسم وزارة الداخلية إلى أن إجراءات التحقيق التي تم البدء بها تقوم على فحص البيانات الرقمية الخاصة بمنفذ الهجوم، والتأكد مما إذا كان يملك ارتباطا تنظيميا مباشرا مع داعش أم أنه فقط يحمل الفكر المتطرف، وأيضا التحقق من دائرة معارفه وأقربائه.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مصادر أمنية سورية أن منفذ الهجوم كان عنصر أمن تابعا لوزارة الداخلية كان من المقرر استبعاده، في حادثة أعادت تسليط الضوء على التحديات الأمنية أمام السلطة الجديدة.
وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن «منفذ الهجوم كان عنصرا في الأمن العام منذ أكثر من عشرة أشهر، وعمل مع الجهاز في أكثر من مدينة قبل أن ينقل إلى تدمر».
وأضاف أن السلطات «أوقفت أكثر من 11 عنصرا من الأمن العام وأحالتهم إلى التحقيق مباشرة بعد الحادثة»، في إطار توسيع التحقيقات لتحديد الملابسات وما إن كان هناك أي تقصير أو تنسيق داخلي.
بدورها، نقلت قناة «الجزيرة» عن مصدر أمني سوري تأكيده «اعتقال 5 أشخاص بينهم 3 يشتبه في ارتباطهم بعملية إطلاق النار في تدمر».
وقال المصدر انه جرى اعتقال 5 أشخاص مرتبطين بتنظيم داعش في حملة أمنية بالفرقلس والقريتين في ريف حمص
من جهته، نقل موقع تلفزيون «سورية» ع ما وصفها بمصادر خاصة ان قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية شنت أمس الأول، حملة اعتقالات في مدينة تدمر في البادية السورية، على خلفية الهجوم. وقالت المصادر، إن قوات من التحالف، بمساندة قوى من الأمن السوري، اعتقلت ثلاثة أشخاص على الأقل في مدينة تدمر.
وكشفت قناة «الاخبارية» السورية عن إطلاق «عملية أمنية ضد خلايا داعش في مناطق الفرقلس والقريتين والبادية بريف حمص ردا على الهجوم الإرهابي في تدمر».
ونقلت عن علي الصوفي، مسؤول فرع عمليات البادية في وزارة الداخلية، قوله «نحن قيادة أمن البادية بالتعاون مع قيادة مكافحة الإرهاب قمنا بإطلاق عملية أمنية تستهدف أشخاصا ينتمون لداعش، على اثر أعمال هذا التنظيم لزعزعة أمن البلاد وعلى الأخص حادثة تدمر».
من ناحيته، قال المبعوث الأميركي إلى سورية توماس باراك إن الهجوم على الجنود الأميركيين «لن يمر دون رد». وأضاف في مقال نشره على حسابه في منصة «اكس»: استراتيجيتنا قائمة على تمكين شركائنا السوريين بدعم عملياتي محدود لملاحقة شبكات تنظيم داعش.
واعتبر ان الهجوم الأخير يؤكد استمرار خطر تنظيم داعش ليس على سورية فقط بل على العالم أجمع، وأكد أن منع عودة داعش في بسورية يقطع تدفق الإرهاب المحتمل عبر أوروبا إلى شواطئنا.
وقال: انتشارنا العسكري المحدود بالتعاون مع القوات المحلية بسورية يسهم في حمايتنا من تهديدات كبيرة. وأضاف: هذا النهج يبقي المعركة محلية ويجنبنا حربا أميركية أخرى واسعة النطاق في الشرق الأوسط.




































































