اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٢١ حزيران ٢٠٢٥
انطلقت العديد من المبادرات المحلية على امتداد المحافظات السورية، لدعم طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، بما يؤكد أن المجتمع لا يقاس فقط بما ينقصه، بل أيضاً بما يمنحه.
بلا ضجيج ولا تمويل كبير، يفتح متطوعون أبوابهم لنقل الطلاب مجاناً، ويقدم آخرون وقتهم لتدريس من لا يستطيعون دفع تكاليف الدروس الخصوصية، وتظهر شبكات دعم صغيرة لكن فعالة، تذكّر بأن المجتمع السوري، رغم كل الضغوط، لا يزال يعرف كيف يقف مع أضعف حلقاته.
ففي مدينة جبلة أطلق ناشطون مبادرة 'ابن البلد-جسور'، حيث استقبلت مجموعة من الشباب والشابات الطلاب على أبواب المراكز الامتحانية بالورود وعبوات المياه الباردة والعصير وبعض الحلويات، إضافة إلى دردشة سريعة بهدف مد الطلاب بالثقة والمعنويات والمحبة.
المبادرة التي تم تمويلها من تبرع أهالي المدينة وريفها، تأتي كرد فعل مدني على التوترات والعنف الطائفي الذي شهدته جبلة مؤخراً في المرحلة السابقة.
كما شهدت العديد من المحافظات السورية الأخرى مبادرات لنقل الطلاب بشكل مجاني من وإلى المراكز الامتحانية، في محاولة لتخفيف الأعباء عنهم خصوصاً أن تكاليف النقل ارتفعت بشكل كبير مؤخراً.
وشهدت قرى مثل 'سريجس' و'بستان الحمام' بريف طرطوس، إضافة إلى 'صلخد' و'داما' بريف السويداء، كذلك قرى ناحية معدان بريف الرقة، ومدن سلمية وريف دمشق العديد من مبادرات النقل المجاني للطلاب والتي مولها أهالي تلك المحافظات من بينهم مغتربون.
إلى جانب مبادرات تأمين النقل للطلاب، برزت مبادرات أخرى لا تقل أهمية بإعطاء الطلاب دروساً مجانية مكثفة قبيل بدء الامتحانات، ففي مدينة البوكمال بريف دير الزور، تطوع معلمون ومعلمات لإعطاء دروس مجانية للشهادتين الثانوية والإعدادية.
كذلك في قرية 'قباسين' بريف حلب، ضمن مبادرة 'لِنَبنِ معاً' التعليمية، وأيضاً مبادرة مشابهة في مدينة نوى بمحافظة درعا ملكت اسم 'الأيام التعليمية المجانية' والتي تطوع بها العديد من المعلمات والمعلمين لمساعدة الطلاب.
في بلد يثقل كاهله الكثير، تبرق هذه المبادرات كإشارات أمل صغيرة لكنها صادقة، تقول إن التكافل لا يزال ممكناً، والمجتمع السوري برغم أوجاعه وآلامه ما يزال يعرف كيف يكون سنداً لأبنائه في لحظاتهم المصيرية.
وشهد اليوم السبت بدء امتحانات شهادتي التعليم الأساسيّ العام والشرعي، والثانوية المهنية دورة 2025، وبلغ عدد الطلاب وفق إحصاءات رسمية أكثر من 398 ألف طالب وطالبة، موزعين على 2216 مركزاً امتحانياً.