اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٣٠ نيسان ٢٠٢٥
رغم رعب أصوات الاشتباكات المستمرة منذ الليل وحتى اللحظة، إلا أن ما يعيشه أهالي صحنايا وأشرفية صحنايا أشد وطأة، إذ يخيم عليهم خوف دائم من احتمال اقتحام الفصائل لمدينتهم وارتكاب مجازر فيها، كما حدث في الساحل السوري في آذار الماضي.
شهدت صحنايا وأشرفية صحنايا صباح أمس الثلاثاء هدوءاً نسبياً، ما أعطى المدنيين بارقة أمل بانتهاء التوتر، وفق ما أفاد به عدد من السكان المحليين لـ'سناك سوري'، وأكد الأهالي أن التواصل مع عناصر الأمن العام كان منسقاً ومحترماً، وسط استعدادات أمنية مكثفة شملت توزيع الأدوار بين قوى الأمن ورجال الكرامة وهي مجموعات مسلحة محلية، تحسباً لأي هجوم محتمل.
لم يقتصر التنسيق على الجانب الأمني والعسكري، فقد أفادت المصادر أن وفداً من مدينة داريا زار وجهاء صحنايا وأكد السيطرة على الوضع في مناطقهم، بينما شهدت الجديدة انتشاراً أمنياً، وتمركزت قوات الأمن العام على مداخلها، بينما استمر الحاجز الأمني مشترك بين عناصر الأمن وشباب صحنايا على أوتستراد درعا، بهدف صد أي تحرك مفاجئ.
غير أن الساعات الأخيرة شهدت تصعيداً مقلقاً، فقد تركز القصف من جهة أوتستراد درعا، وأشارت المصادر إلى استخدام المهاجمين للأسلحة الخفيفة والمتوسطة في استهداف المباني السكنية، فيما لم تُعرف حتى الآن حصيلة دقيقة للضحايا أو الخسائر، إلا أن مدرسة 'حسين زين' في أشرفية صحنايا تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة الاستهداف المباشر.
وسط هذا الجو المتوتر واستمرار الاشتباكات تصاعدت مخاوف المدنيين، وسط مناشدات عاجلة للجهات الرسمية بالتدخل الفوري للردع ومنع المهاجمين.
وكانت 'صحنايا' عاشت توتراً أقل حدة ليل أمس، بالتزامن مع توتر أعنف في جرمانا التي بدت الأمور صباح اليوم هادئة بشكل حذر، ومازال الأهالي في منازلهم قلة منهم خرّجت، والمحال معظمها مغلق وسط مخاوف من عودة التوتر.
وبسبب التوتر الأمني وفرض حظر التجوال، توقفت الأفران والمحال التجارية عن العمل بالكامل، ومع انقطاع الطريق الواصل إلى دمشق، بات الأهالي مهددين بانعدام الغذاء، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة لمعظم العائلات التي لم تتمكن من تخزين المؤن.
وفي ظل هذا المشهد المتأزم، وجه ناشطون نداء استغاثة إلى جميع منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية الديمقراطية، من أجل التدخل العاجل لوقف التحريض الطائفي والدعوات إلى العنف، والعمل على إحياء قيم العيش المشترك والسلم الأهلي، وتجنيب المدينة أي سيناريو خطير.
كما عبّرت الفنانة 'ميس حرب' عن قلقها الشديد من خلال منشور على حسابها في فيسبوك، وقالت: «نحنا ما زلنا عمنحكي بلغة العقل ونقول الله يفك عسيرها عخير.. صمت الدولة رح ياخد الأمور للأسوأ، لا تاخذونا عالأسوأ».
وتعود جذور التصعيد إلى انتشار تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد، اتهم فيه أحد مشايخ محافظة السويداء، ما أثار موجة غضب شعبية ودينية واسعة، الشيخ المعني نفى علاقته بالتسجيل في مقطع مصوّر، كما أصدرت وزارة الداخلية السورية بياناً أكدت فيه أن التحقيقات الأولية لم تثبت صحة نسبة التسجيل إلى الشخص المتَّهم، مشيرة إلى أن العمل مستمر لتحديد هوية صاحب الصوت ومحاسبته وفق القانون.
من جهتها، أصدرت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز بياناً رسمياً وقّعه كل من الشيخين حمود الحناوي ويوسف جربوع، استنكرت فيه بشدة مضمون التسجيل، واعتبرت أن من يقف خلفه هم 'أصوات نشاز مأجورة' تسعى إلى تفكيك وحدة البلاد وإثارة الفتنة، مؤكدة أن كل من يسيء للرموز الدينية يمثل نفسه فقط ولا يُعبّر عن أبناء الطائفة المعروفية. كما دعت إلى الاحتكام للعقل والإيمان في مواجهة دعوات الفتنة والانقسام.
بدوره قال الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين قال في بيان إنه بكل بيئة هناك فاسدون، «ولكننا ننادي دوما أن لا احد مفوض للحديث باسم غيره ، وكل مخطئ يحاسب بشخصه بجريرة خطئه ، ولا يمثل غيره أياًّ كان انتماؤه ، ونحن نؤكد على اجتثاث هؤلاء ومحاسبتهم»، في إشارة منه إلى الشخص الذي ظهر في التسجيل الصوتي المسيء للنبي 'محمد'.
يذكر أن العديد من الناشطين والناشطات دعوا إلى تخفيف الاحتقان وتعزيز السلم الأهلي وتجنيب صحنايا وعموم البلاد، المزيد من التصعيد الذي من شأنه ترسيخ الانقسامات وإعاقة المضي قدماً ببناء سوريا الجديدة.