اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ٢٧ حزيران ٢٠٢٥
أعلن عبد القادر حصرية، حاكم مصرف سوريا المركزي، عن اقتراب المصارف السورية من استئناف علاقاتها مع بنوك أجنبية خلال أسابيع، في خطوة من شأنها إعادة إدماج البلاد في النظام المالي العالمي بعد سنوات طويلة من العزلة.
وقال عبد القادر حصرية، حاكم مصرف سوريا المركزي في تصريح ترجمته وسائل إعلام محلية منها تلفزيون سوريا: 'لن نترك أحداً، فجميع المصارف المحلية ستكون لها بنوك مراسلة في وقت قريب'.
وتُعد علاقات المراسلة البنكية ضرورة أساسية لتحويل الأموال من وإلى سوريا، خاصة وأن هذا النوع من العمليات توقف فعلياً منذ أكثر من عقد بسبب العقوبات والحرب، باستثناء بعض التحويلات المحدودة التي خضعت لرقابة صارمة.
مشاورات مع البنوك الأجنبية وتسهيلات مرتقبة
بحسب مصادر مصرفية، فإن هناك مفاوضات قائمة بين المصارف السورية وعدد من البنوك الأجنبية، وقد أبدى بعضها استعداداً فعلياً لإعادة فتح قنوات التواصل والتعاون.
وتسعى دمشق إلى استقطاب المصارف الأميركية الكبرى من خلال طرح فرص للشراكة وفتح مكاتب لها داخل الأراضي السورية، وذلك في أعقاب رفع شامل للعقوبات عن الاقتصاد السوري بقرار من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أيار الماضي.
وفي لقاء افتراضي جرى مؤخراً، اجتمع حصرية مع ممثلين عن مصارف محلية وأميركية، وبحضور المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، بهدف تسريع عملية إعادة الدمج المالي. وعلق حصرية قائلاً: 'كان اللقاء إيجابياً، ويعد بداية جديدة بعد أكثر من نصف قرن من القطيعة'.
مسار تدريجي نحو إعادة الإعمار
ورغم تفاؤل المسؤولين بإمكانية استقطاب الاستثمارات وتمويل مشاريع إعادة الإعمار، إلا أن خبراء اقتصاديين حذروا من تحديات جدية تتعلق بالتزام القطاع المصرفي السوري بالمعايير الدولية، خصوصاً ما يتعلق بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
ورد حصرية على هذه المخاوف بالتأكيد على أن القطاع المالي في سوريا ملتزم بالحوكمة العالمية، وقدّم المصرف المركزي توضيحات مفصلة حول الإجراءات المُعتمدة لضمان الشفافية والانضباط.
وأضاف: 'العودة إلى النظام المالي العالمي ليست حدثاً لحظياً، بل عملية متواصلة تبدأ برفع العقوبات، ثم تأسيس علاقات جديدة مع البنوك المراسلة، وصولاً إلى تحديث المؤسسات المالية بشكل كامل'.
رؤية اقتصادية جديدة
ترتكز خطة المصرف المركزي على ثلاث أولويات: استقرار السياسة النقدية، جذب الإيداعات من الخارج، وتطوير البنية المصرفية من خلال مؤسسات مالية حديثة ومستقلة.
وختم حصرية حديثه بالإشارة إلى أن التحديات الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة تفرض على سوريا المرونة في استراتيجياتها، دون التخلي عن رؤيتها الأساسية لإعادة الاندماج عالمياً.
المصدر: صحيفة The National