اخبار سوريا
موقع كل يوم -قناة حلب اليوم
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي، الدكتور عبد القادر حصرية، إطلاق نظام جديد للتمويل العقاري يهدف إلى دعم الشباب السوري في ملف السكن، وسط صعوبات كبيرة يعانيها المواطنون بسبب الدمار الذي تعيشه البلاد.
وقال حصرية في منشور على صفحته بموقع 'فيس بوك'، امس السبت، إن النظام الجديد يسهم في الحصول على سكن لائق في سن مبكرة، وتوفير حلول عملية ومستدامة لمشكلة السكن في البلاد، حيث “يتضمن إحداث هيئة للتمويل العقاري تتولى تنظيم وتمكين القطاع'.
وفي شرح مبسط للفكرة، قال سعود الرحبي المستشار المالي والمحلل الاقتصادي، لحلب اليوم، إن الطرح الذي تقدم به حصرية يعرض رؤية طموحة للتمويل العقاري في سوريا، تهدف لتحقيق الاستقرار السكني ودعم الشباب، مع التركيز على مبدأ 'السكن حق أساسي'، موضحا أن نقاط القوة تشمل الرؤية الشمولية بإنشاء هيئة وصندوق ضمان ومؤسسات تمويلية، والاستفادة من التجارب الدولية، والوعي بالتحديات الراهنة والتعاون الحكومي.
ونوّه بأن 'الموضوع قد يبقى مبهما للقارئ
لعدم وضوح آلية العمل حتى الآن'، كما أن 'التجارب الخارجية ربما تكون غير مناسبة في كل أجزائها للحالة السورية'.
أما عن أهم جوانب هذا الطرح، فيرى الرحبي أنه يتعلق بآليات التمويل الميسر، عبر تفصيل دور صندوق الضمان وتطوير مهنة التقييم، تشجيع القطاع الخاص، معالجة التحديات الاقتصادية لضمان القدرة على السداد، توضيح البنية التحتية القانونية والتنفيذية، جذب مصادر التمويل الدولية، وتحديد التوقعات الزمنية للتنفيذ.
ولفت إلى أن الدكتور حصرية ذكر التجربتين الدنماركية والكندية في التمويل العقاري، ومن أهم ميزات التجربة الدنماركية نظام سندات الرهن العقاري (Mortgage Bonds) التي تصدرها بنوك الرهن العقاري، وهذه السندات مضمونة بالرهون العقارية نفسها، ويتم تداولها في السوق المالي، مما يوفر سيولة عالية ويسمح بالسداد لفترات طوية جدًا (قد تصل إلى 30 سنة أو أكثر).
أما عن التجربة الكندية، فيرى المستشار الرحبي أنها تعتمد على نظام تأمين الرهن العقاري الحكومي بشكل كبير، والذي تديره 'الجمعية الكندية للرهون العقارية والإسكان' (CMHC)، وهذا النظام يضمن الرهون العقارية ذات الدفعة الأولى المنخفضة (أقل من 20%)، مما يقلل المخاطر على المقرضين (البنوك) ويشجعهم على تقديم قروض للمشترين الذين لا يمتلكون دفعة أولى كبيرة، وهو ما يسهل على شريحة واسعة من السكان، خاصة الشباب، الحصول على تمويل لشراء المنازل.
لكن هذا الطرح – يضيف الرحبي – يواجه تحديات رئيسية عديدة تتمثل في:
1. التحديات الاقتصادية والتي تتمثل بمايلي :
– التضخم وعدم استقرار سعر الصرف مما يقلل من القوة الشرائية ويزيد صعوبة سداد الأقساط وجذب التمويل الدولي.
– ضعف الدخول والبطالة مما يحد من قدرة الأفراد على الادخار والسداد.
– نقص السيولة ورؤوس الأموال وهو ما يقوض قدرة البنوك على توفير التمويل اللازم.
2. التحديات القانونية والتنظيميةوالمتمثلة بمايلي:
– غياب تشريعات متطورة مما يتطلب وقتًا وجهدًا لتطوير وتطبيق قوانين رهن عقاري حديثة.
– ضعف إنفاذ القانون وحماية الملكية مما يؤثر على ثقة المستثمرين وقدرة النظام على العمل بفعالية.
– مشاكل سجل العقارات و الحاجة إلى تحديث وتدقيق سجلات الأراضي والعقارات.
أما عن 'تحديات التنفيذ الخاصة فتشمل ضمان القدرة على السداد، وهو تحد كبير في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة'.
وقال حاكم المصرف إنه أسهم في وضع القانون ٣٩ الذي 'تضمن نظاما متكاملا للتمويل العقاري، يراعي احتياجات الواقع ويضع أسساً عملية لهذا القطاع الحيوي'.
وتضمن النظام إحداث هيئة التمويل العقاري كجهة ناظمة، تُعنى بتنظيم وتمكين القطاع، وصندق للضمان وتطوير مهنة التقييم العقاري، إلى جانب إطلاق مؤسسة وطنية للتمويل العقاري، وتمكين شركات تمويل خاصة تعمل ضمن ضوابط واضحة، وفقا لحصرية.
وأضاف قائلا: 'استندنا إلى التجربة الدنماركية والكندية في بناء نموذج متقدم، قابل للتطبيق ضمن البيئة السورية، يوفّر فرص تمويل حقيقية، ويسهم في تحسين معيشة المواطن.. اليوم، وفي ظل الدمار الذي لحق بجزء هام من المساكن، لابد من توفير قروض ميسرة بدعم من المؤسسات الدولية المانحة لتمكين من دمرت منازلهم من إعادة بنائها'.
وأشار إلى دور وزير المالية – رئيس هيئة الإشراف على التمويل العقاري، في المبادرة بتفعيل دور الهيئة، منوها بأن المصرف المركزي 'سيدعم عملها ضمن الأسس والقواعد المتاحة له ضمن المعايير العالمية'.
يذكر أن أزمة السكن هي من أكبر المشكلات التي تعترض السوريين بسبب الدمار الواسع الناجم عن قصف النظام البائد.