"طريق الهول" تحت رحمة العصابات المسلحة والعشائر تتهم قوات النظام

زادت عمليات السطو والسلب من قبل عصابات مسلحة خلال الأسبوع الماضي في ريفي مدينة الحسكة الشرقي والجنوبي، في مناطق محاذية لقرى ومواقع يسيطر عليها جيش النظام السوري.

وليلة الأربعاء اعترضت مجموعة مسلحة مكونة من 6 أشخاص طريق أربع سيارات بينها شاحنة شمالي الحسكة، وسلبت جميع ممتلكات السائقين والركاب من أموال وأجهزة موبايل وأغراض ثمينة.

وقال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا إن 'المسلحين كانوا ملثمين وبعضهم يرتدي لباسا عسكريا مشابها للباس جيش النظام..' وأضاف أنهم 'قطعوا الطريق أمام السيارات موجهين أسلحتهم الرشاشة نحو السيارات ما أجبر السائقين على التوقف'.

وقدم المتضررون شكوى فورية للأمن الداخلي 'الأسايش' التابعة 'لقوات سوريا الديمقراطية' التي سيرت دوريات في الموقع بعد نحو ساعة من حدوث عملية السطو من دون أن تتمكن من العثور على أفراد العصابة.

وتعرض سائقان للسلب بالقرب من قرية على الطريق الواصل بين الحسكة والطريق الدولي (M4) شمالاً الأسبوع الماضي، من قبل مجموعة مسلحة تستخدم دراجات نارية وأسلحة رشاشة لإجبار السيارات على التوقف.

عشائر عربية: العصابات تلجأ إلى أفرع النظام الأمنية

يشهد الطريق الواصل بين مدينة الحسكة وبلدة الهول شرقاً عمليات سلب وسطو مسلح متكررة حيث يتمركز فوجان لجيش النظام في منطقة جبل كوكب شرقي الحسكة.

ويتهم سكان المنطقة عناصر في قوات النظام ويمليشيات كتائب البعث والدفاع الوطني المنتشرة في عدة قرى بمحيط الفوج، بالوقوف خلف عمليات السلب والسطو، التي تستهدف السيارات المارة في الطريق الرئيسي والتي تتنقل بين قرى المنطقة.

ومنتصف آب الفائت قتل الشاب 'سلمان الغضبان' من عشيرة المشاهدة، على يد مجموعة مسلحة بريف الحسكة الشرقي ما تسبب باندلاع اشتباكات بين عشيرتي المشاهدة والشرابية شرقي الحسكة قبل أن يصدر وجهاء العشيرتين بياناً مشتركاً مع عشائر عربية أخرى يدعون فيها 'قسد' إلى محاسبة أعضاء العصابة متهمين النظام بحمايتهم.

وقال البيان المصور الصادر عن شيوخ ووجهاء العشائر العربية إن 'عناصر العصابات المسلحة التي تمتهن السطو والتشليح يلجؤون إلى الأفرع الأمنية التابعة للنظام خاصة في قرية المجيبرة المحاذية لفوج جبل كوكب شرقي الحسكة'.

كما دعا البيان 'قوات سوريا الديمقراطية والأسايش بتحميل مسؤولياتها وإلقاء القبض على عناصر العصابة، مبدين جاهزية مقاتلي العشائر في المشاركة بأي عملية أمنية داخل مناطق سيطرة النظام بهدف إلقاء القبض على عناصر العصابة'.

متى تنشط العصابات بريف الحسكة؟

وقال 'أبو حسام' وهو متعهد بناء من مدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن 'عصابة مسلحة مكونة من نحو 8 مسلحين على الأقل قطعوا طريق الحسكة ـ بلدة الهول أمام آليات شركة تعمل في التعهدات الأسبوع الفائت'.

موضحاً أن 'عناصر العصابة رصدوا تحركات آليات الشركة على الطريق فجراً وقاموا بعملية الاعتراض بعد إطلاق رشقات من الرصاص في السماء لإخافة السائقين والموظفين وسلبوا منهم ما يملكونه من هواتف نقالة وأموال وحتى ساعاتهم'.

وأضاف أن 'حواجز الأسايش تنتشر بالقرب من مخيم الهول في مدخل البلدة ولكن هناك مسافات واسعة على الطريق لا يوجد فيها حواجز للأسايش ما يمنح العصابات القادمة من مناطق سيطرة النظام المجال لحرية التحرك والقياد بعمليات السلب والتشليح على طريق الهول'.

بعد استنفار أمني وتدخل الطائرات.. القوات الأميركية تنزل منطاد مراقبة في الحسكة

ويعتبر طريق الهول من الطرق 'غير الآمنة' بالرغم من تنتقل مئات السيارات والاليات وصهاريج المياه يومياً بين مدينة الحسكة وبلدة الهول حيث تعمل عشرات المنظمات الدولية والمحلية في المخيم الذي يتواجد فيه مئات الموظفين المدنيين إلى جانب تنقل عناصر قسد والأسايش.

'قسد' تعتقل عصابات ترتدي زي النظام

أعلنت قوى الأمن الداخلي المعروفة محليا باسم 'الأسايش' يوم الأحد الفائت، عن اعتقال عدة عصابات كانت تقوم بعمليات سرقة وسلب للسكان في محافظة الحسكة.

وقالت 'الأسايش' إنها ألقت القبض على عدة مجموعات، تتألف الواحد منها من ثلاثة أشخاص إلى خمسة بينما بقي عدد من المطلوبين خارج قبضة الأسايش ويتم الآن ملاحقتهم للقبض عليهم'.

وأشارت 'الأسايش' إلى 'مصادرة أسلحة كانت بحوزة هذه المجموعات بالإضافة إلى ألبسة عسكرية كانوا يستخدمونها أثناء قيامهم بعمليات السلب والتشليح'.

يشار إلى أنّ مناطق سيطرة 'قسد' في الحسكة وعموم شمال شرقي سوريا تشهد، منذ بداية العام 2022، ارتفاعاً في عمليات السلب والسطو المسلّح والخطف مقابل فدية مع ازدياد جرائم السرقة.