اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوطن
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
الفن السوري عبّر خلال عقود عن رفعة وسمو الحضارة السورية وحمل قيمها الوطنية الأصيلة، وكان له دور كبير خلال الأزمات بنقل المعاناة والآلام والآمال والكثير من المشاعر إلى بيئات وأقاليم ودول كثيرة.
يستأنف اتحاد الفنانين التشكيليين اليوم نشاطاته التي توقفت بسقوط نظام الأسد من خلال معرض فردي للفنان عامر مغربي الذي كان منعزلاً عن العالم الخارجي خلال سنوات الثورة، إلا أنه أراد مؤخراً أن يخرج من عزلته ويقول كلمته من خلال الاتحاد الذي كان ولايزال جسراً حاملاً للفن والإبداع ومنبراً لعرض كلمات الألم والأمل والنور والضياء الذي انكشف بعد النصر.
فقدم مغربي باقة متنوعة من اللوحات والرسومات بمقاسات مختلفة ناقش من خلالها الماضي والحاضر وربطهما ربطاً جميلاً بما يحاكي حالة السوريين في الفرح لما آلت إليه الأوضاع في سوريا الجديدة.
تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.
حالات ومشاعر متنوعة
وفي كلمة لـ «الوطن» أوضح رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الدكتور محمد صبحي السيد يحيى أن الفنان شرح صعوبة ما ذاقه كما معظم أبناء الشعب السوري من ويلات التعذيب والقمع والإجرام الذي مارسه النظام المخلوع على كل أرجاء الجغرافيا السورية، إذ إن عنجهيته لم تتوقف عند البشر فحسب، بل تعدته إلى الحجر والشجر وكل شيء حي.
كما أفاد السيد يحيى بأن مغربي صوّر أشكال ومظاهر الهروب من القبضة الأمنية وكذلك حالات ومشاعر كثيرة متعددة ومتباينة ومنها الجمود والأمل واللاعمل والخوف، كما لاحظنا في بعض لوحات الطبيعة الصامتة تأملاته في الكثير من أدوات المنزل والمعدات البسيطة، كما حضرت الوجوه البائسة التي تظهر عليها مشاهد الخوف من الاعتقال والتعذيب وما إلى ذلك، وثم رسم باقة من الزهور وورود الربيع المبهجة في إشارة إلى فرحة النصر والتحرير من قبضة الجلاد المجرم.
تجسيد الحالة الشعورية
وأوضح مغربي أنه لم يرسم لوحة فيما يلي مرحلة الطبيعة الصامتة من دون معنى، بحيث إنه يسجل في لوحاته الحالة الشعورية للشخص بريشته وألوانه، مؤكداً أنه كما جميع السوريين عاش معاناتهم ولاقى ما لاقوه، وهو بطبيعة الحال يشعر بوجعهم، مشيراً إلى أن الفنان من الضروري أن يكون شاهداً على عصره وعليه فقرر تجسيد مراحل الثورة والقمع والتعذيب التي أوجدت لدى الأفراد حالة من الانطوائية والعزلة والتأمل والقيد المعنوي الذي جعل كل شيء شبه مستحيل.
وأردف قائلاً: الأوضاع المتقلبة سياسياً واقتصادياً وأمنياً التي مرّت خلال العقد الأخير والتي جعلت من سوريا مركز اهتمام لكل دول، جعلت من الفنان أحد المنخرطين وربما المشكّلين لهذا الفريق وهو الذي تلقى ويلات من الظلم السلطوي، وبالتالي لا يمكن للفنان إلا أن ينطق بلسان مجتمعه ومن حوله وبأوجاعهم وهمومهم، وأنا تربيت في بيت عربي، والكثير من المعدات والأدوات والعتاصر التي كانت موجودة في المنزل لا تزال صورها مخزنة في ذاكرتي وقد استرجعتها في بعض أعمالي.
طبيعة صامتة
على الجانب الآخر يستنكر الفنان محمد الركوعي غياب اللوحات التي تبرز الجانب الخيالي لدى مغربي، مؤكداً أنه استخدم أسلوب الكاريكاتير وأسلوب الطبيعة الصامتة وأسلوب رسم الشخصيات، لافتاً إلى أن ذلك لا ينفي أنه فنان جيد وأن أداءه كان جيداً ومثيراً، ويمتلك قوة هائلة في الرسم والألوان أيضاً، ونأمل أن نجد تنوعاً أكثر في أعماله القادمة.
أهداف الاتحاد للمرحلة الانتقالية
وأكد اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين أن للفنان التشكيلي السوري دوراً أساسياً في إبراز الوجه الحضاري والثقافي لسوريا، وهي مسؤولية مشتركة بين الجميع.
كما حدد الاتحاد في وقت سابق بعض أهدافه في المرحلة الانتقالية عبر بيان، شدد فيه على تفعيل دوره من خلال إعادة تنظيم فروعه في كل المحافظات، وتعزيز الشفافية بمكافحة الفساد، وإعادة المفصولين تعسفياً، إضافة إلى مراجعة شروط انتساب الفنانين الجدد إلى الاتحاد، استناداً إلى مقترحات اللجان المختصة لضمان تحقيق أعلى معايير الكفاءة والإنصاف.
مصعب أيوب