الانتخابات الرئاسية.. سورية تسطع بشمسها بدماء الشهداء

الوحدة: 6-5-2021

لم تغب عن ذهني يوماً تلك المرأة التي صرخت بقلب موجوع في بداية الحرب على سورية : نريد أن ترجع سورية كما كانت البلد الأكثر أماناً، سنحارب الإرهاب ونضحي بأبنائنا وأرواحنا وسنبقى هنا في بلدنا نقاوم حتى لو اقتصرت لقمة عيشنا على رغيف الخبز والبصل.

استمرت الحرب الكونية على سورية عشرة أعوام، شهدت خلالها آلاف الحوادث المأساوية التي مارسها الإرهابيون بحق السوريين المدنيين الآمنين والعسكريين والضحايا من مختلف الأعمار، مشاهد يصعب إحصاؤها لأشكال الدمار والقتل والتعذيب والقهر الممنهج بحق السوريين.

سورية البلد الذائع الصيت- قبل فترة الحرب- بالتعايش السلمي وملتقى الحضارات والأديان وبلد الأمان والشمس والاكتفاء الاقتصادي الذاتي والتماسك الاجتماعي والنظام المؤسساتي.

سورية البلد الآمن الحضاري تحول خلال الحرب إلى أنهار من دم الشهداء وشلالات من دموع الأمهات وعزاؤهن الوحيد مرتبة الشهادة التي ينالها أبنائهن الجنود الأوفياء في سبيل الدفاع عن الوطن فهي أعلى وأثمن مراتب الشرف والنبل والسمو والقيم لا تعلوها أية مراتب كانت.

سورية البلد الذي عجز العالم عن فهم مشاهد آباء الشهداء الذين كانوا يحملون نعوش أبنائهم الشهداء بقلوب موجوعة لكن بشجاعة الرجال الأشداء..

سورية البلد الوحيد الذي سبق العالم بأسره في مشاهد ينفطر لها القلب والدة الشهيد التي وقفت في الصف الأول محاولةً رفع نعش ولدها الشهيد بكفين مرهقتين متعبتين لكن بقلب مؤمن أن سورية تستحق تلك التضحية فهي الوطن الذي لا يعوض.

سورية البلد الذي رقص فيه والد الشهيد رقصة الحزن والألم لدى استقبال نعش ولده الشهيد الذي ضحى بنفسه دفاعاً عن الوطن محاطاً بزغاريد الفخر والشموخ.

سورية البلد الذي فاضت مآقي زوجات الشهداء وأطفالهم بالدموع والحزن و علائم القهر على وجوههم من مرارة الفقد ووداع الشهداء تلبية لنداء الوطن الغالي سورية في سبيل محاربة الإرهاب.

وأيضاً سورية التي قضت فيها عائلات بأكملها إما بعمل إرهابي غادر تفجير أو كمين أو خلال محاولة سيطرة الإرهابيين على المناطق الآمنة.

فصول إرهابية كثيرة وصور قاتمة محزنة وكارثية لا تعد ولا تحصى خلفتها هذه الحرب الإرهابية ضد سورية، وبقيت صامدة بفضل جيشها البطل الذي لم يبخل جنوده بأرواحهم.

سورية البلد التي استنزفت موارده الطبيعية وتمت سرقة حقول نفطه وحرق حقوله الزراعية من قبل أمريكا وفصائلها المسلحة التي تتلقى الدعم منها بهدف استنزاف اقتصادها في محاولةً لحرمان الشعب السوري السورية من الغذاء والموارد النفطية والطبيعية والحبوب.

سورية البلد الذي تمت محاولة تضييق الخناق عليه بقانون قيصر الأمريكي الجائر وقطع الإمداد عن جميع القطاعات ولاسيما قطاعات الكهرباء والنقل والصحة.

وسورية التي تعمدت بدماء الشهداء الطاهرة وقاومت الإرهاب وانتصرت بفضل تضحياتهم التي لاتقدر بثمن، سوف تسطع شمسها بانتخابات رئاسية دستورية يخوضها السوريون وهم على يقين بأنهم وحدهم أصحاب السيادة والقرار في المشاركة بنهوض سورية وإعادة بنائه وإعماره.

ازدهار علي