اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٣ أيار ٢٠٢٥
في خضم التوترات الأمنية المتصاعدة في محافظة السويداء، ومحاولات بث الفتنة والتحريض، ارتفع صوت آخر من نوع مختلف، نداء استغاثة من درعا، قابله استجابة من السويداء، فصوت الشهامة والوحدة أثبت أنه يتجاوز خطوط النار والطوائف والانقسام.
مساء الخميس، أطلقت صفحة محلية من درعا نداءً عاجلاً على وسائل التواصل الاجتماعي، تطلب فيه المساعدة في تأمين خروج طالبات جامعيات من درعا، كنّ عالقات في بلدة نجران في ظل الاشتباكات، سرعان ما أثمر عن استجابة كبيرة ومؤثرة من أبناء السويداء.
حيث لم تكد تمر دقائق على المنشور، حتى عجّت التعليقات بردود أحرجت الموت ذاته، كلمات طمأنينة من أهالي السويداء: 'بناتكم بناتنا'، 'أعراضكم أعراضنا'، 'بيوتنا مفتوحة'، و'تباً للطائفية والحقد… ونعم للمحبة والسلام'.
لكن المشهد لم يبقَ في إطار الكلمات، فقد ترجم أبناء السويداء تلك النخوة إلى أفعال، وتوجّهوا بالفعل إلى مكان إقامة الطالبات، ليؤمّنوا خروجهن الآمن وإعادتهن إلى ذويهم في درعا، في مشهد يليق بتاريخ السوريين وقيمهم.
وعند صعود الشابات إلى الباص الذي سيقلهنّ إلى مدينتهن درعا، اختُتمت الرحلة بكلمات تحمل ذات الروح: 'الله معكن ميسّرة، توصلوا لأهاليكن بخير وسلامة'.
ما جرى لم يكن مجرّد حادثة عابرة، بل لوحة سورية أصيلة تعكس جوهر العلاقة بين السوريين، تلك العلاقة التي لطالما شكّلت صمّام أمان في وجه الفتن ومحاولات التشظي.
هذه الوقفة الأخلاقية والوطنية لا يمكن أن تُقرأ بمعزل عن السياق الأوسع، حيث السلم الأهلي في سوريا بات عملة نادرة، وها هم أبناء الجبل وحوران يؤكدون أنه لا يزال هناك من يُراهن على وحدة الأرض وأصالة الناس.
الرسالة التي حملها هذا الحدث بسيطة وعميقة في آن: لا خوف على بلد ما دام فيه من يقول 'بيوتنا واحدة.. ودمنا واحد'.