اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٩ أب ٢٠٢٥
بعد رحلة بحث مضنية، تمكن الستيني 'فؤاد المحيثاوي' من تأمين أغطية ووسائد لأسرته المكوّنة من 10 أشخاص، لاستخدامها في المنزل المستأجر الذي يقيمون فيه بعد رحلة نزوح شاقة وخطيرة من قريته المزرعة إلى مدينة السويداء.
يوم 14 تموز الفائت وبينما كانت أصوات الاشتباكات مسموعة بقوة، اتصل 'المحيثاوي' مع عناصر من الهلال الأحمر اعتادوا التواجد على طريق 'الحج' مع سيارة إسعاف بالقرب من قريته المزرعة، للتأكد من أصوات الاشتباكات وفيما إن كان هناك أي خطر كبير لينزح مع عائلته، كما قال لـ'سناك سوري'.
وأضاف أن عناصر الهلال الأحمر أكّدوا له أن المعارك قد اقتربت، وإن كان لديه أي فرصة للنزوح أن يذهب فوراً دون انتظار، وبالفعل أخذ بالنصيحة وانطلق بعائلته بسيارة شقيقه لأن سيارته كانت قد أصيبت بشظية من معارك سابقة.
'حشرت عائلتي في السيارة، التي لم تتسع لأي مستلزمات أخرى، الهدف كان النجاة بحياتنا'، يقول 'المحيثاوي'، ويضيف أنه وصل إلى مدينة السويداء وأقام لدى أقارب احتضنوه بمحبة كبيرة لمدة أسبوعين، لكن مع عدم معرفته بإمكانية عودته لمنزله ومتى قد تحدث تلك العودة، قرر الرجل البحث عن منزل للإيجار.
ورغم بؤس النزوح من منزله الذي علم لاحقاً أنه نُهب وسُرق، كما قال، فإنه يجد نفسه محظوظاً، وجد منزلاً بالقرب من منزل أقاربه، ونجح باستئجاره، لكنه كان فارغاً من الأثاث، لا يصلح لعائلة مؤلفة من زوجته وابنتيه مع 6 أطفال، فخرج للأسواق على أمل إيجاد بعض الوسائد والمساند.
يضيف: «صاحب الشقة وأقاربنا قدموا فرشات وثلاث بطانيات وبعض المخدات ولم تكن الأوضاع مستقرة لنجد احتياجاتنا في الأسواق، وما أن بدأت بعض المحلات بالعمل خرجنا لنشتري مخدات لدينا منها العشرات في المنزل وأغطية وشراشف أطباق وطناجر كان يضيق بها المطبخ».
يصمت قليلاً، ويوجه كلمات شكر كبيرة لله على أن عائلته ماتزال بخير وهي قربه، بالنسبة للعم 'فؤاد' فإن كل شيء يعوض طالما الجميع بخير.
'المحيثاوي' واحد من عشرات آلاف النازحين الذين خرجوا من منازلهم بالريف الغربي، ولم يتمكنوا حتى اليوم من العودة، ومايزال أمامهم طريق طويل من المشتريات والتجهيزات لمنازلهم الجديدة إن وجدوها.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قال في تقرير له يوم الخميس، إن عدد النازحين في محافظة السويداء تجاوز 191 ألف نازح، سواء إلى داخل المدينة أو إلى محافظات مجاورة.
وتستمر الحكومة السورية بإعلان وصول قوافل المساعدات ومصدرها منظمات أممية ومغتربين من أبناء المحافظة، إلا أن تلك المساعدات لا تكفي الاحتياجات نظراً لضخامة النزوح، وإلا لكان 'المحيثاوي' قد أمّن احتياجاته من المساعدات دون أن يضطر لشرائها.