اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
الجماهير|| رفعت الشبلي..
في إطار سعيها لتعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة وخفض تكاليف الإنتاج الزراعي، منحت الجهات المعنية 16 فلاحاً من محافظة حلب قروضاً مدعومة لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية في أراضيهم الزراعية، ضمن برنامج 'صندوق دعم استخدام الطاقة المتجددة ورفع كفاءة الطاقة'.
تفاصيل التمويل والاتفاقية:
– تبلغ قيمة المنظومة الواحدة 180 مليون ليرة سورية.
– يتم السداد على مدى عشر سنوات، بقسط سنوي ثابت قدره 18 مليون ليرة، وبدون أي فوائد مالية، وفقاً للعقود الموقعة بين الفلاحين والصندوق والمصرف الزراعي.
– نصت العقود صراحة على أن القرض خالٍ تماماً من الفوائد، كونه دعماً حكومياً موجهاً لدعم القطاع الزراعي وتخفيف الأعباء عن المزارعين.
مطالبات مفاجئة بالفائدة:
في تطور غير متوقع، أفاد فلاحون بأن المصرف الزراعي التعاوني في حلب بدأ يطالبهم بدفع فوائد على القروض تصل إلى 16% سنوياً، بشكل شفوي وبدون كتاب رسمي، وذلك على الرغم من وجود تعميم واضح من الصندوق بعدم استيفاء أي فوائد.
– أكد الفلاح نوري جمعة، أحد المستفيدين، أن الاتفاقية الأساسية كانت تقضي بعدم وجود أي فوائد، وهو ما شجعهم على خوض التجربة.
– بينما أشار المزارع وليد سحيمان إلى أن هذه المطالبة تخالف العقود الموقعة وتشكل عبئاً مالياً غير متوقع.
– من جهته، قال الفلاح إبراهيم حميدي إن بعض الفلاحين وقعوا العقود دون إطلاع كاف على التفاصيل الفنية، مما يشير إلى وجود قصور في الشفافية من قبل الشركة المنفذة.
تفسيرات الجهات المعنية للتناقض:
– المصرف الزراعي:
أوضحت مديرة القروض بالمصرف الزراعي التعاوني (الإدارة العامة)، رانيا زيدان، أن الصندوق لم يبلغ المصرف رسمياً بعدم استيفاء الفوائد من الفلاحين. وأشارت إلى أن تأخر الصندوق في تغذية الحساب المالي الخاص به لدى المصرف هو السبب وراء مطالبة الفلاحين بدفع الفوائد، لضمان تحقيق المصرف لأرباحه من هذه القروض. كما لفتت إلى أن تطبيق قرار تأجيل الأقساط (أو إعفائها من الفائدة) في المحافظات الأخرى يستند إلى وجود 'قرار ضرر عام' من المحافظ، وهو ما لم يصدر في حلب.
– صندوق دعم الطاقة:
من جانبه، أكد المهندس عبد القادر شيخو، مدير فرع الصندوق في حلب، أن الصندوق هو المعني بدفع 'أرباح' المصرف الزراعي عن الفلاحين. وكشف عن أنه تم بالفعل تأجيل الأقساط لمدة عام كامل بسبب الظروف المناخية الصعبة التي أضرت بالقطاع الزراعي.
مطالبات الفلاحين والحلول المطروحة:
يطالب الفلاحون المستفيدون الجهات المعنية (صندوق دعم الطاقة ووزارة الزراعة) بالتدخل العاجل لتوضيح أسباب هذا التناقض وحل الإشكال القائم، والالتزام بنصوص العقود الموقعة دون زيادة أو نقصان. ويؤكدون استعدادهم لسداد كامل الالتزامات وفقاً للاتفاقية الأصلية.
يمثل مشروع دعم الطاقة الشمسية خطوة مهمة نحو تطوير الزراعة المستدامة وتقليل التكاليف. ومع ذلك، فإن استمرار الإشكال حول تطبيق بنود الاتفاق قد يقوض ثقة المزارعين ويحول دون تحقيق الأهداف المرجوة من هذه المشاريع المستقبلية، خاصة في محافظة حلب التي توصف بـ 'سلة الغذاء' لسوريا. يبقى الحل رهناً بتضافر جهود الجهات المعنية لضمان الالتزام بالاتفاقات الموقعة وتقديم نموذج ناجح للشراكة.
#صحيفة_الجماهير